وكان في سوق بريدة الرئيسي الذي كان سوق البيع والشراء لمدة طويلة أخوان أحدهما اسمه (جار الله بن صالح الخراز) والثاني: علي بن صالح الخراز فغير جار الله اسمه إلى (جار الله البريدي) أي ترك التلقب بالخراز وفعل مثله بعض أسرة (الخراز) هؤلاء بعد ذلك.
أما أخوه (علي الخراز) فإنه امتنع عن تغيير اسمه قائلًا: لماذا أغير اسمًا سار عليه آبائي، وسجلت به وصايانا ومكاتباتنا القديمة وهو لا يدل على ذم أو فعل سيء.
أما أخوه جار الله، فذكر لي أن لقب (الخراز) هو لقب حادث الأصل في أسرتهم (البريدي) وبه سمي (خب البريدي) فالرجوع إليه هو رجوع إلى الأصل، وليس استحداث شيء جديد.
وكنا كما قلت في سوق بريدة الذي يقع دكان والدي في أعلاه نعرف اثنين كلاهما اسمه (علي الخراز) أحدهما هذا الذي هو من أسرة البريدي، والثاني علي بن محمد الخراز الذي تقدم ذكره فكان الناس يفرقون بينهما بالتلقيب الأول بالظَبي - تصغير الظبي - لأن هذا لقب لهم قديم.
وأعرف علي بن صالح الخراز - البريدي - كما يعرفه غيري بأنه ثقة صدوق كان يبيع البضائع للناس أول الأمر ثم اتخذ تجارة لنفسه فنجح في ذلك لصدقه وأمانته.
وقيل لي: إن سبب تلقيبهم بـ (الخراز) أن جدهم كان يخرز ما يحتاج إلى خرازة في فلاحته في خب البريدي بنفسه وأهم ذلك الغروب - جمع غرب - وهي الأوعية التي هي من جلود الإبل يخرج بها الماء من الآبار عن طريق السواني التي هي الإبل تجرها من البئر فتفرغ ماءها في (اللزي) ثم يجري إلى الجابية فبقية الفلاحة.