وبعد ما كتب القاضي البيت أخرجت عشرين ريال، وقالت لأخيها: خذ هذه الدراهم حط عليهن وتزوج ما بعد ها العمر صبر.
أخذ الدراهم وهو يحسبها تبي تشح عليه في نصيبها من البيت ودع أخته الطيبة ورجع إلى بيته وكان جاره تاجر لكن بخيل جدًّا، قال جاره: بيتك كبير وبيتنا صغير، ودي تبيع علي شنق حوشك لنا مقدار حجرتين واللي تبي يا جارنا نعطيك إياه، قال تهون علي يا جارنا وباع عليه نصف الحوش ولكن الجار لم يعطه الثمن، وبعد ما خلص الجار من العمار قال مبارك الذي أعطاه نصف الحوش ودي اتزوج وغديك تعطين القيمة فقال جاره لا حقين على خير، وتركه.
تزوج مبارك علي بنت ذكية وجميلة جدًّا واسمها (مليحة) وبعد الزواج بشهر قال أعطني قيمة الحوش الذي أخذت مني فقال الجار: لاحقين على خير، وما كان من مبارك إلا أنه قص على زوجته مليحة ما صار من جاره فقالت له زوجته الذكية: أرخص لي وأنا أخليه يجيب الذي عنده لك، قال سوّي الذي تبين.
فقامت ولبست أحسن لباسها وكانت جميلة وراقبت الجار حين يخرج إلى دكانه في الصباح، وكان التاجر ما له خزانة إلا مخباته ودائم والدراهم في جيبه، ولما رأته يخرج من بيته وإذا هي تطلع من بيت زوجها المظلوم ولما رآها وإذا هي مخففة الغطوة جدًّا لما رآها هاله جرمها وجمالها، ولكن ملك أعصابه وقال في نفسه: كيف حنا اغنياء، ولم نحصل مثل الذي حصل هذا الفقير؟ وكل يومه، وهو يحسب ويضرب أخماس مع أسداس ويفكر ويش يسوي يبي يشوف له طريقة يصل إلى هذه الجميلة.
ورجع إلى البيت ولم ينم مثل العادة، ولما صار اليوم الثاني وأراد الخروج إلى دكانه صار يظهر صوت ونحنحة عالية ووقف بالشارع لعلها تخرج ولكن لم تخرج.