للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بريدة في جمادى الأولى من السنة المذكورة (١).

قال ابن عبيد:

ولما كان في شوال من هذه السنة قدم على عنيزة محمد الغانم آل أبو عليان وهو من رؤساء بريدة وهو من الذين قتلوا بن عبدوان أمير بريدة، كا تقدم وقد قدم من المدينة المنورة فشجعهم على الحرب وزين لهم السطوة في بلد بريدة فخرج معه أهل عنيزة وهم على خمس رايات وقصدوا بريدة فدخلوها آخر الليل من غير أن يشعر بهم أحد وصاحوا في وسط البلد وقصد بعضهم بيت مهنا الصالح وبعضهم قصد القصر وفيه الأمير عبد الرحمن بن إبراهيم ومعه رجال من أهل الرياض ورئيسهم صالح بن شلهوب فانتبه بهم أهل البلد ونهضوا لقتالهم بالأسواق وأتوهم من كل جانب حتى أخرجوهم من البلد فولوا هاربين ورجعوا إلى بلادهم بعد ما قتل منهم عدة رجال ولما وصل الخبر إلى الإمام فيصل وتوضح له ما حصل من أهل عنيزة ومن معهم أرسل سرية من الرياض وأقامت في بريدة عند عبد الرحمن بن إبراهيم ثم أمر على غزوان الوشم وسدير وأمرهم بالمسير إلى بريدة وأمر عليهم عبد الله العبد العزيز بن دغيثر، فلما وصلت السرية إلى بريدة كثرت الغارات منهم على أهل عنيزة ثم إنه حصل بين ابن براهيم وبين أهل عنيزة وقعة في رواق فدارت الهزيمة على ابن براهيم ومن معه وقتل من قومه نحو ٢٠ رجلًا منهم رئيس السرية عبد الرحمن بن دغيثر وأشخاص من قومهم.

إلى أن قال:

وبعد هذه الوقعة غضب الإمام فيصل على عبد الرحمن ابن إبراهيم لأمور نقلت عنه وأخذ ما عنده من مال وسلاح واستدعاه إلى الرياض وأمر بإلقاء القبض على جميع ما يملكه (٢).


(١) عقد الدرر، ص ١٩ - ٢٠.
(٢) النجم اللامع لابن عبيد، ص ٦٢.