للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضًا:

(ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائتين وألف).

وفيها في صفر قتل عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان أمير بلد بريدة قتله رجال من عشيرته آل ابن عليان، وهم عبد الله الغانم وأخوه محمد، وحسن آل عبد المحسن المحمد، وأخوه عبد الله وعبد الله بن عرفج، وكان الإمام فيصل قد جعله في بريدة أميرًا، لما عزل عبد العزيز المحمد عنها وأمره بالمقام عنده في بلد الرياض، كما تقدم في السنة التي قبل هذه - وآل ابن عليان من العناقر من بني سعد بن زيد مناة بن تميم - ولما جاء الخبر إلى الإمام فيصل غضب على عبد العزيز المحمد، وأمر بحبسه، وجعل محمد الغانم أميرًا في بريدة مكان ابن عدوان، وكثر القيل والقال، وجعل عبد العزيز المحمد وهو في الحبس يكتب إلى الإمام فيصل، ويحلف له إيمانًا مغلظة أنه ليس له علم بذلك الأمر، ولا رضي به، ولو أذنت لي بالمسير إلى بريدة لأصلحت ذلك الأمر، وأمسكت الرجال الذين قتلوا ابن عبدوان، وأرسلتهم إليك مقيدين بالحديد، أو نفيتهم عن البلاد، فأمر الإمام فيصل رحمه الله تعالى بإطلاقه من الحبس، وأحضره بين يديه، وجعل يحلف للإمام ويتعلق، فأخذ الإمام عليه العهود والمواثيق على ذلك، وأذن له الإمام بالرجوع إلى بريدة، واستعمله أميرًا عليها، وعزل محمد الغانم عن الإمارة، وأمر الإمام فيصل على عبد الله بن عبد العزيز المحمد بالمقام عنده في الرياض، ولما وصل عبد العزيز المحمد المذكور إلى بريدة، قرب الذين قتلوا ابن عبدوان، وأدناهم، وكان وصوله إلى بريدة في جمادى الأولى من السنة المذكورة وجعل يكتب للإمام فيصل بأشياء مكرًا وكذبًا، فحاق به مكره، وحصل عليه ما سيأتي في السنة التي بعدها إن شاء الله تعالى (١).


(١) عقد الدرر، ص ١٩ - ٢٠.