للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وقد طالب ورثة عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان قتلته بدفع ديته ورفعوا أمرهم إلى القاضي فحكم بالدية عليهم وأن تتحملها عاقلة الأقوام التي اشترك أفراد منهم في قتله.

ودفع المتهمون بقتله تلك الدية كاملة، وسوف يأتي تفصيل ذلك في ترجمة عبد الله بن عبدوان عندما أذكر أسرته (العدوان) في حرف العين بإذن الله.

وقد أدركت ابنه عبد العزيز شيخًا كبيرًا كان صديقًا حميمًا لوالدي رحمهما الله، وذكرت زيارة والدي له وأنا طفل معه في كتاب (رحلات في البيت).

إن قتل الأمير عبد الله بن عبدوان قد تم غيلة، إذ هجم عليه القتلة وهو في قهوة صديقه الضبيعي، فقتلوه.

وقد أوضح المؤرخون مقتله وأنه في عام ١٢٦٧ أي في السنة التي تلت السنة التي تولى فيها الإمارة، وذكروا أسماء الذين اشتركوا في قتله تفصيلًا.

قال الشيخ إبراهيم بن عيسى رحمه الله (١):

وفي رجب من هذه السنة أعني سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كتب الإمام فيصل إلى عبد العزيز المحمد أمير بريدة أن يقدم عليه، فركب عبد العزيز المذكور وقدم على الإمام فيصل ومعه ولداه عبد الله وعلى وثلاثة من خدامه، فلما جلس عبد العزيز بين يدي الإمام انتهره، وأغلظ عليه في الكلام، وجعل الإمام يعدد عليه أفعاله القبيحة، وما حصل منه من الشقاق فقال: كل ما تقوله حق، وأنا أطلب العفو والمسامحة، فأنزله الإمام في بيت هو ومن معه، وأجرى عليهم من النفقة ما يكفيهم، وأمرهم بالمقام عنده في الرياض، وأمر في بريدة عبد الله بن عبد العزيز بن عدوان، وهو من آل عليان عشيرة عبد العزيز آل محمد المذكور (٢).


(١) عقد الدرر، ص ١٩.
(٢) عقد الدرر، ص ١٨.