للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيأتي ذكره في حرف العين عند ذكر (العدوان) بإذن الله.

وكل الذي سمعناه في هذا الصدد أنه بعد أن أعاد الإمام فيصل (عبد العزيز بن محمد) إلى الإمارة بعد مقتل عبد الله بن عبدوان أن أخذ على عبد العزيز بن محمد أنه قرب قتلة ابن عبدوان مع أنه هو الذي كان عينه على الإمارة.

لقد كان (عبد الله بن عبدوان) بشهادة الذين أدركوه رجلًا جديرًا بالإمارة لأنه عاقل منصف قوي الشخصية بعيد عن الجور والحيف، ولكن كل تلك الصفات لم تمنع أبناء الفريق الثاني من آل حسن من أن يقتلوه حذرًا من أن ينجح في الإمارة فتخرج عن فرعهم.

وقد نجحوا هم في مسعاهم ذلك، إذ أعاد الإمام فيصل تعيين الأمير عبد العزيز بن محمد أميرًا على بريدة بعد مقتل عبد الله بن عبدوان.

وبذلك عادت الإمارة إلى فرع (آل حسن).

وكان عبد الله بن عبدوان مثل سائر الذين خرجت منهم الإمارة أو لم يكونوا قريبين ممن تولاها يعمل في الفلاحة مثلما يعمل غيره من الناس، إلا أن آل أبو عليان كانت لآبائهم أملاك محدودة الغلة وكانت لهم أوقاف ينتفعون بها.

ومن ذلك ما نقل لنا عنه أن التغيرة، التي عمرها في عصر الخمسين من القرن الماضي إبراهيم بن محمد البلهيبي وصالح الطويان كانت للأمير عبد الله بن عبدوان، وكانت أرضها صخرية مما يستدعي أن يستجلب حديد قوي لحفر البئر فيها حسب ما هو معروف في هذا الصدد.

وكان يعتزم أن يشتري حديدًا قويًّا من البحرين لهذا الغرض فكان يقول بعدما تولى إمارة بريدة: الله لا يبارك بها الإمارة اللي ردتني عن تعمير التغيرة، من أول أبي أجيب لها حديد من البحرين ولكن لم أستطع.