فعاثوا في البلد ونهبوا بلد الجبيلة وقتلوا جماعة من أهلها وقطعوا نخيلها وأخربوها وتفرق باقي أهلها في بلدان العارض، ولم يبق فيها ساكن.
وانحل نظام الملك وكثر في نجد الهرج والمرج، واشتد الغلاء والقحط، وأكلت جيف الحمير، ومات خلائق كثيرة جوعًا وحل بأهل نجد من القحط والجوع والمحن والنهب والقتل والفتن والموت الذريع أمر عظيم وخطب جسيم، فنعوذ بالله من غضبه وعقابه.
ثم إن سعود بن فيصل لما استقر في الرياض كتب إلى رؤساء البلدان وأمرهم بالقدوم عليه للمبايعة فقدموا عليه وبايعوه وأمرهم بالتجهز للغزو.
فلما كان في ربيع الأول من السنة المذكورة خرج من الرياض غازيًا ومعه خلائق من العجمان وآل مرة وسبيع والسهول والدواسر وأهل الرياض والجنوب والخرج، ومعه عمه عبد الله بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وكان يميل إلى عبد الله بن فيصل وتوجه إلى قحطان وهم على الأنجل ومعهم عبد الله بن فيصل، فلما وصل إلى ثرمدا جاءه الخبر بأنهم ارتحلوا من الأنجل ونزلوا في البرة القرية المعروفة، فسار سعود بمن معه من الجنود إلى البرة لقتال أخيه عبد الله بن فيصل ومن معه من قحطان، وأرسل عمه عبد الله بن تركي إلى شقراء ومعه عدة رجال من الخدام وأمرهم بالمقام فيها، وكان بين سعود وبين عمه وحشة.
ولما كان في اليوم السابع من جمادى الأولى من السنة المذكورة وصل سعود ومن معه من الجنود إلى البرة فاقتتل الفريقان قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على عبد الله بن فيصل ومن معه من قحطان وغيرهم وقتل منهم قتلى كثيرة، منهم عبد العزيز بن محمد بن ناهض وبراك بن عبد الله بن براك، وقتل من أتباع سعود عدة رجال منهم منصور الطويل من رؤساء العجمان، ونهبت تلك الجنود بلد البرة.
وتوجه عبد الله بن فيصل ومن معه إلى بلد الرويضة ونزلوا عليها.