يراد مني أن أذهب به إلى الأحساء - وقد عين الرسول الزمان والمكان اللذين يتم فيهما سفري مع الشخص المذكور -.
وفي الوقت المحدد جئت للمكان وإذا بناقة موضوع فوقها (مسامة) ولم يكن فوق تلك المسامة أي وقاء، وبعد لحظة جائني برجل شاحب الوجه هزيل الجسم كث الشوارب - كأنه خارج من القبور وقيل لي هذا العوني سلمه للأمير عبد الله بن جلوي - فاركبته الناقة، وعندما خرجنا من أسوار الرياض قال العوني ما اسمك؟ فقلت اسمي صلف - فقال: بل اسمك خلف فقلت لم يكن لي تصرف باختيار اسمي - ولقد سماني والدي صلف - فقال: بل انت خلف، ولن أدعوك إلا خلف ويمضي صلف في حديثه قائلًا: إن قلبي رق لهذا الرجل لذلك أنخت راحلتي، وجعلته يركب راحلتي الذلول السهلة في ممشاها، والتي فيها الشداد وجميع وسائل الوقاية من (نطع وجاعد) وركبت فوق ناقته - وهنا أطمئن العوني إليَّ وقال ألم أقل أنك خلف؟
ثم سألني عماذا أوصيت أن أذهب به إليه؟ فقلت سوف أذهب بك إلى أمير الأحساء عبد الله بن جلوي، وعبد الله سوف يسفرك إلى البحرين.
وهناك تهلل وجهه الشاحب مسرورًا وقال: لقد انفرجت ما دام أن أمري موكول إلى عبد الله بن جلوي - ثم سألني متى نصل إلى الأحساء، فقلت له: رئاسة الطريق بيدك، فإن شئت استعجلنا وإن شئت تأخرنا، فالمكان الذي تريدنا أن نظل به أو تريدنا أن نواصل المشي منه فإنني تحت أمرك.
فقال: لقد قلت إنك خلف لا صلف - وهنا بدأ يشعر بالاطمئنان وقال: يا خلف إنني لم أستطعم اللحم منذ أن أدخلت السجن - فهل لك أن تطعمني لحمًا، فقلت: لك علي أن أقدم لك لحما حتى تشبع منه - وقد التقينا ببادية واشتريت منهم خروفًا وذبحته بيدي كما أني توليت طبخه حتى نضج، وقدمته له، وهناك