عن اتباع ما تقتنع به، والتحدي وقود لا يغلبه وقود، فهو طاقة الشباب، مع غياب العقل، واستصغار الجهد، والعمى عن الأخطار، ومثلما فعل الوالد بذهابه البريدة (لتطيير) الحمام ذهب آخرون يتأكدوا من أمر غريب ذكر لهم، وتضاربت الأخبار حوله، فأرادوا أن يتأكدوا بأنفسهم من حقيقة الأمر، وأن يقطعوا الشك باليقين، ويضعوا حدًّا للتخرصات.
المِطقَّة: هي حلقة، بشكل معين، توضع على الباب من الخارج، يطرق بها القادم إلى البيت الباب، لينبه من بالداخل إلى قدومه، ليفتح له الباب، في أسفلها مثل رأس المطرقة، لكي تعطي الصوت المطلوب إيصاله إلى من بالداخل، قرب أو بعُد، وقوة الطرق تكون حسب الحال، وتُضرب هذه الحلقة على قطعة حديد مثبّتة على الباب حتى لا تحفر الخشب مع مداومة الطرق.
راجت حكاية في عنيزة تقول إن مطقة باب بيت الربدي في بريدة من ذهب، وكان هناك فتية جلوس، في إحدى (القبب) في عنيزة، وأجالوا الفكر فيما سمعوه عن هذه الشائعة التي انتشرت، وصارت حديث الناس، وتجادل الفتية في الأمر ما بين مصدق ومكذب، المصدق يقول إن الربدي موسر وقادر على أن يجعل مطقة بابه من ذهب، ومكذب يقول إنه من رداءة العقل أن يفعل ذلك، فإن فعل فعليه أن يحرسها ليل نهار.
كان لهؤلاء الفتية من النشاط والعزم ما لا يمنعهم عن أن يقوموا برحلة على الأقدام حالًا إلى بريدة على الرغم من بعد المسافة والجهد والتعب لكي يقطعوا الشك باليقين بأنفسهم، ويروا هذه المطقة، فيلمسوها بأيديهم، ولو كانت آلات التصوير متوافرة حينذاك لصوروها.
ذهب هؤلاء الشباب إلى بريدة، وقطعوا المسافة الطويلة، آملين أن يروا هذه المطقة التي شغلت الناس، وقد أنساهم هذا الأمل المسافة والتعب، وبعد أن وصلوا إلى