بريدة ذهبوا إلى بيت الربدي وراوا المطقة وفحصوها وتأكدوا أنها ليست من ذهب، وإنما من صفر لامع، وهذا هو الذي دعا الناس أن يقولوا إنها من ذهب، وبهذه الزيارة انقطعت الشائعة، واستراحت الألسن، وبارك الله في نشاط الشباب وهمتهم (١).
ومن النكت السائرة حول (الرُّبادي) ما بلغنا أن فلانًا وذكروا لنا اسمه رأي وهو مع حجاج من أهل بريدة جبلًا صغيرًا على هيئة صخرة منفردة عظيمة، فقال للذين معه: أتدرون وش أنا أفكر به؟ قالوا: لا، قال: أتمنى أن هذا الجبل ينقلب دمالة لعمومتي الربادي حتى أبي أنقلها لحائطهم، أو قال لحوائطهم، لأنهم كانوا يملكون حيطانًا كثيرة.
وسئل رجل آخر عما إذا كان سيصوم غدًا؟ فقال: ابي أنوي الصيام إلا إن جَدَّوْا (الربادي).
وذلك أن الجداد يتيح له ولأمثاله أن يشبعوا من التمر والرطب بغير حساب.
والجداد هو صرام النخل أي أخذ التمر منه.
ولم يقتصر تميز (الربادي): جمع ربدي على الحصول على الثروة، بل كانت لهم مكانة سياسية في نجد، وقد اشتهروا بالإسراع في حث أهل القصيم على محاربة عبد العزيز بن رشيد في وقعة الطرفية التي كان بعض الناس يسميها وقعة الصريف أيضًا لأنها حدثت في موضع بين الصريف والطرفية عام ١٣١٨ هـ.
ولذلك حَمَّل حمود العبيد بن رشيد الربدي الذي يريد به عبد الرحمن الربدي الذي اشتهر باسم (دحيم) ما حصل لأبنائه الثلاثة في وقعة الطرفية حيث قتل اثنان منهم وهما سالم ومهنا الذي أخواله آل مهنا.