أما الثالث وهو (ماجد) فقد جرح جرحًا بليغا فصار والده يتألم لجرحه وقال قصيدة في ذلك سمي ابنه الجريح (ماجد) بالوجعان، أي المريض من الإصابة، وذلك أن ابنيه الآخرين سالم ومهنا واسماها الطريحين أي القتيلين في ميدان المعركة، وذكر أن ذلك كله سبايبه أي أسبابه (الربدي) الذي هو دحيم (الربدي) كما يقول وهو الذي قتله عبد العزيز بن متعب بن رشيد مع ابنه سليمان بعد وقعة الطرفية كما سيأتي.
قال حمود العبيد من قصيدة له سيأتي نص ما وقفنا عليه منها في ترجمة (العلوان) في حرف العين.
قال حمود العبيد الرشيد إبان وقعة الطرفية:
هلا هلا فيك يا الوجعان ... يا للي صوابك جرح كبدي
يا اخو الطريحين بالميدان ... اللي سبايبهم (الربدي)
وقد بالغ عبد العزيز بن رشيد في الانتقام من أهل بريدة وأخذ أموالهم بعد وقعة الطرفية، فصادر من أموال الربدي مبالغ كثيرة من النقود لم يكن يوجد مثلها في خزائن الحكام.
والذين ليست لديهم ثروات نقدية بالغ في أخذ التمر والقمح منهم، ومن المبالغة في الظلم أن رجاله إذا طلبوا من أحد الأشخاص مائة صاع من العيش - مثلا - طلبوا منه أن يطحنها لهم فلا يقبلونها منه إلا مطحونة، لأنهم ليست عندهم أرحاء فهم يأخذون هذا القمح لإطعام الجند الذين مع ابن رشيد.
وبعضهم إذا أجبروه على أن يعطيهم أصواعًا من اللقيمي الذي يطبخ جريشًا طلبوا منه أن يجرشه لهم.