أن التحقت بالرابطة حسب أمر ملكي مباشر لي في ٩ رمضان من عام ١٤٠٣ هـ حتى كتابة هذه السطور في عام ١٤٢٣ هـ.
ولذلك بقي ما يتعلق بالأسر قابعًا في مسودته، وأكثره مشتت المعلومات مقطع الأوصال، لا لأنني أردت أن يكون كذلك، ولكن لكونه كذلك، ولم أستطع أن ألم شعثه، وأجمع أوصاله في جسم كتاب واحد.
حتى صرت لا أذكر كتاب (معجم أسر القصيم) إلَّا إذا أثاره لديَّ مثير، أو طرح بعضهم سؤالًا علي عنه، وكثيرًا ما يطرح الصحفيون والعامة من الناس ذلك عليَّ فأعدهم أنني إذا قدر لي أن أتقاعد، كان أول ما أعتني به سيكون ذلك الكتاب بإذن الله.
ولكن الأيام تمضي ومراجعنا من الشيوخ الإخباريين يتلاشون، بل ينقرضون، وبذلك صار الجهل بما عليه الآباء والأجداد يزيد ويتسع، وهذا ما يفت في العضد من جهة، ولكنه يشحذ الهمة من جهة أخرى، أما الأول فإنه ظاهر، وأما الثاني فإنه يجعلني أتصور الناس بعد مائة سنة على سبيل المثال، فأجدهم فيما يتعلق بهذه الأمور لا يكادون يعرفون شيئًا أو لا يعرفون شيئًا أصلًا.
وقد شاهدت من ذلك طرفًا حينما يأتي إليَّ شبان يسألونني عن آبائهم أو أجدادهم، فأخبرهم بما أعرفه عنهم فأجدهم يتعجبون منه، وكأنما يستمعون إلى شخصيات تاريخية مع أن العهد قريب والزمن لم يبعد كثيرًا بآبائهم عنهم، ولكنه خفاء المعلومات، وعدم العناية من أهليهم بتسجيلها.
وهذا ما جعلني أحاول وأنا على وشك أن أختار التقاعد أن أستنقذ بعض المعلومات عن الأسر من الضياع، أو أتخذ مما سبق أن دونته عنها أساسًا لذلك، وقاعدة للكتابة عنها.