كنت أشغل وظيفة (الأمين العام للدعوة الإسلامية، وأمين الهيئة العليا) وهي وظيفة حكومية في المرتبة الخامسة عشرة التي هي مرتبة وكيل وزارة، فكنت بعد أن انتهيت من كتاب (معجم بلاد القصيم) أجد مجالًا للذهاب إلى مدينة بريدة، وأجالس أهلها وأدون شيئًا أو أشياء من أخبار الأسر فيها، إلا أن عملي نقل إلى (رابطة العالم الإسلامي) في مكة المكرمة حيث عينت (أمينًا عامًا مساعدًا للرابطة) وهي وظيفة في المرتبة الممتازة التي هي رتبة نائب وزير.
وليس هذا بالمهم فيما نتحدث عنه، وإنما المهم أنني أبعدت حسًا ومعني عن منطقة البحث في الأسر القصيمية، فمن ناحية المسافة الحسية ذلك ظاهر أما المعنوية فإن عملي في رابطة العالم الإسلامي يتعلق بأحوال المسلمين أينما كانوا من وجه الأرض، ويتطلب مني ذلك أن أكون مطلعًا على أحوالهم، حتى أستطيع أن أقدر المساعدات المالية والثقافية التي تقدم من الرابطة إليهم، ويتطلب مني ذلك أيضًا في كثير من الأحيان أن أسافر إلى بلادهم، وأري مشروعاتهم الإسلامية، ومؤسساتهم الثقافية في أماكنها.
والمسلمون منتشرون في أنحاء العالم ولله الحمد، إذ قلما توجد دولة وربما ولاية من دولة في أية ناحية من نواحي العالم ليس فيها مسلمون، لذلك كثرت أسفاري إلى أنحاء العالم حتى شملت جميع أنحاء الأرض، بل حتى وصلت إلى أكثر الزوايا فيها، وكان من لطف الله تعالى بي أن سجلت مشاهداتي في أنحاء العالم في كتب عديدة بلغت ١٧٢ كتابًا، طبع منها حتى الآن مائة وتسعة عشر.
وهذا الأمر لم يتهيأ لأحد قبلي ممن كتبوا بالعربية حسبما علمته.
ونعود إلى الحديث عن (معجم الأسر) فأقول إنني بعدت بذلك - عن أسر القصيم، بل عن القصيم كله في تلك الفترة التي استمرت عشرين سنة، منذ