للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحكم العلاقات بين الأشخاص.

وطبيعي أن هذا الكلام لا يعني إلغاء علاقة القربى وصلة الرحم، وإنما المراد منه أن العصبية القبلية وفائدة الصلة بالنسب ستنقطع.

وحينذاك تضيع تلك المعلومات المتعلقة بالأنساب وتنسى كما نسي جزء كبير من تراثنا الشعبي، ومعارفنا في الجزيرة العربية التي طمرها الجهل خلال قرون طويلة.

حتى أصبحنا مثلًا لا ندري شيئًا عن اللغة التي كان يتكلم بها أسلافنا في القرن السابع الهجري، وقد قيل لنا إنها عامية لأن العربية الفصحى قد دخلها اللحن منذ أواخر القرن الأول الهجري.

فإذا سلمنا بذلك فإننا نسأل عن اللغة العامية التي كان يتكلم بها سكان الجزيرة العربية في عدة قرون منها القرن السابع: أهي عاميتنا هذه؟ أم هي الفصيحة دخلها اللحن فقط، وأبقى الزمن على الطابع الفصيح فيها في متون الكلمات والتعبيرات اللغوية، وفي صياغة الجمل الكلامية؟

هذا مع الإشارة إلى أنه ثبت لنا من كلام بعض العلماء الثقات من اللغويين مثل أبي منصور الأزهري أن طائفة من الأعراب من بين تميم وغيرهم كانوا يتكلمون بالفصحى حسبما سمعهم ورآهم في أواخر القرن الثالث الهجري.

على أية حال فإن هذا استطراد ينبغي أن لا يشغلنا عن القول بأن الهدف من تأليف هذا الكتاب وما فيه من الأنساب والأشعار والحكايات إنما هو في المقام الأول حفظ طائفة من المعلومات المهمة من أدبنا وتاريخنا من الضياع، والقصد من وراء ذلك هو العلم والعلم وحده، وليس هو مدح قوم دون قوم، أو ذم قوم آخرين.

وليس هو أيضًا طلبًا لأي مغنم دنيوي أو دعوى للمؤلف، لأن المؤلف كتب هذا الكتاب بعد أن أتم ما طبع له من الكتب زيادة على مائة وخمسة وخمسين مجلدًا، ومنها شيء يتعلق بالقصيم نفسه، وهو (معجم بلاد القصيم).