بالفعل إلى عنيزة سيرًا على الأقدام، وذكرت تفصيلات ذلك في كتاب (رحلات في البيت) مما لا أرى داعيًا لذكره هنا.
وقد اشتغل الشيخ عبد الله البقيشي في تجارة الأراضي، فاشترى أرضًا إلى الشمال من بريدة وهي روضة كانت من مراتع الماشية لأهل بريدة فبنيت بيوتًا واستراحات سميت البقيشية نسبة إلى الشيخ عبد الله البقيشي هذا.
ومن الطرائف المتعلقة بالشيخ عبد الله البقيشي أنني ذهبت أنا واياه من الرياض إلى الظهران ونزلنا في فندق في الدمام في غرفة واحدة مزدحمة، وكنا نحتاج إلى النوم لأننا قد تعبنا في ذلك اليوم من السفر لأنه على سيارة، وعندنا عمل غدًا هناك يحتاج إلى تجوال.
وقد سمعت شخيرًا منع عني النوم لأنني بطبيعتي لا أستطيع أن أنام إذا كان شيء من هذا النوع، فلما أعياني الأمر وقلت له: إنني لم أنم وقد فهم السبب وقال ضاحكًا: هو أنت قط سمعت (ماطور)؟ فقلت له: إنه مواطير، فضحك كثيرًا ونهض جالسًا وقال: سوف أبقى هكذا حتى أرى أنك قد نمت.
وكان مرحًا كريم الطبع رضيَّ النفس وقد استشارني قبل ذلك بيوم أو يومين قائلًا: إنه ينوي التزوج بأخرى، فقلت له في ذلك الصباح: يا أبا محمد، أنت استشرتني في أمر زواجك ولا أدري أأنت جاد عازم أم متردد، لكنني أستطيع على ضوء ما سمعته البارحة أن أؤكد أنك لن تجد أصبر من زوجتك فلا تتزوج غيرها ففهم مقصودي وضحك كثيرًا.
وهذه هي الوثيقة التي أشرت إليها من قبل وتدل على قدم عهد أسرة البقيشي في منطقة بريدة وهي بخط علي بن عبد العزيز بن سالم وهو من أسرة السالم الكبيرة وثري معروف في وقته وتقول بالحرف الواحد: