وبعد أن وصل الأستاذ سليمان الرواف إلى بريدة واتصل بنا بعد سنوات من وصوله وجدناه أكثر حماسًا منا لهذا الأمر حتى آل به إلى أن يطرح علينا فكرة إنشاء ما يشبه الجمعية المنظمة وإن لم تكن منتظمة ولم نضع لها اسمًا، لأننا لا نريد لها أن تكون رسمية تلافيًا لما نتعرض له من تساؤل من الجهات الرسمية إذا فعلنا ذلك.
وقد تألفت تلك الجمعية بصفة أساسية من أربعة أشخاص ثلاثة منهم أبوهم اسمه عبد الله وهم سليمان بن عبد الله الرواف وسليمان بن عبد الله العيد وعلي بن عبد الله الحصين والرابع كاتب هذه السطور محمد بن ناصر العبودي.
فكنا نجلس جلسات منتظمة في بيت الأستاذ علي الحصين لأن والده كان قد توفي وهو أي علي لم يكن تزوج بعد.
لذا لم يكن في بيته من يمكن أن يؤثر على اجتماعاتنا، بخلاف بقية الإخوة الآخرين وواصلنا الاجتماع وكان أحرصنا عليه الأستاذ سليمان الرواف، بل كان هو الذي يشجعنا على مواصلة الاجتماع إذا تأخرنا في ذلك.
وكانت اجتماعاتنا اجتماعات ثقافية نبحث في كل ما يتصل بالثقافة ونتذاكر فيما تنشره الصحف أو تتناقله الإذاعات على قلتها فالإذاعة السعودية لم تكن أنشئت بعد وإنما كنا نستمع إلى إذاعة لندن والقاهرة وبغداد.
كان ذلك في عام ١٣٦٦ هـ.
ومن الطرائف هنا أنني سمعت لأول مرة في حياتي بكلمة (المعارضة) من الأستاذ سليمان الرواف، وفهمتها على غير وجهها، وربما كان هو مثلي لا يفهمها حتى الفهم، ذلك بأنه كان يحضر مجلسنا أحيانًا بعض الأخوة المثقفين