للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرحل من المجمعة وقصد بلد بريدة ونزل خارجها، فخرج إليه عبد العزيز وبايعه، فلما سمع بذلك رئيس عنيزة عبد الله بن سليمان بن زامل تشاوروا في هذا الأمر، وكان فيهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين وابنه عبد العزيز، فغلب الرأي منهم أنهم يرسلون عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله إلى فيصل ويبايعه لهم، ويقبل به إليهم، فركب إليه عبد العزيز (١) في رجال معه فألفي عليه في الكهفة، وذكر له أنه يرحل معه إلى بلد عنيزة منصورًا ومسرورًا، فعزم فيصل على المسير، وذلك بأمر اللطيف الخبير (٢).

إلى أن قال ابن بشر بعد كلام طويل:

ثم دخلت السنة الحادية والستون بعد المائتين والألف فيها سار الإمام فيصل بجنوده من أهل القصيم والوشم وسدير والمحمل والعارض والخرج والجنوب ووادي الدواسر وغير ذلك، فقصد الأفلاج، ومعه الشيخ القاضي محمد بن مقرن وأمير بريدة عبد العزيز بن محمد، وكان عبد العزيز قد غضب عليه الإمام فيصل فأرسل إليه وقيده بالحديد وسجنه في بيت وأقام فيه مدة أشهر، ثم شفع فيه رجال من رؤساء المسلمين، فأطلقه وسار معه في هذه الغزوة (٣).

ثم قال:

وفيها أرسل الإمام متع الله به محمد بن جلاجل عاملًا في القصيم حتى ينقضي الموسم، ويقبض من عمال الخرص، ويحاسبهم، فقدم بلد بريدة، وأقام فيها أكثر من شهرين، فلما أراد الرحيل منها فإذا رؤساء القصيم وأمراؤهم أرادوا أن يفدوا إلى فيصل ويبايعونه بعد متابعة الشريف، ونزوله عندهم فأقبل مع محمد بن جلاجل رئيس بريدة عبد العزيز بن محمد، وأمير عنيزة ناصر السحيمي ورؤساء


(١) أي عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله أبا بطين.
(٢) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٠٩.
(٣) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٣١ (الطبعة الرابعة).