وكرم الرجل، وأراني كتابه عن العوني قد كتبه بخطه دون أن يضرب على الآلة الكاتبة.
وقد فوجئت بتوسعه في ترجمة العوني في الكتاب، وذكر سيرته ومراحل حياته مستوحى من قصائده، وما أحاط بنظمه تلك القصائد أو نتج عنها.
وعرفت أن من أسباب تأليفه الكتاب أنه وهو - أي المارك - من أهل حائل، والعوني أقام سنوات في حائل صار له فيها رواة لشعره، وعشاق له اتصل بهم الأستاذ فهد المارك، وعرف عن طريقهم من خلال ما رووه من شعره أو قصصه كثيرًا مما احاط بحياة العوني.
بل لم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما روى أيضًا ما كان سبق من حياة العوني قبل أن يستقر في حائل وكان استقراره فيها اضطراريًا، لأنه كان أيد الانقلاب الذي قام به محمد بن عبد الله أبا الخيل أمير بريدة والقصيم الذي كان الملك عبد العزيز آل سعود عينه أميرًا على القصيم بعد أن قبض على الأمير صالح بن حسن بن مهنا وأخويه، ثم كان ما عرف من قتل صالح وأخيه مهنا في الرياض أو خارجه، وسوف تأتي إشارة لذلك عند ذكر (المهنا) في حرف الميم.
وقد أيد العوني محمد بن عبد الله أبا الخيل في الاستقلال بالقصيم، وخلع طاعة الملك عبد العزيز لاسيما أن الأمير محمد بن عبد الله المهنا كان اتفق مع ابن رشيد حاكم حائل العدو التقليدي للملك عبد العزيز بن سعود آنذاك.
ولم يقتصر العوني على ذلك بالتأييد السياسي ولكن بشعره الذي هو كالسلاح الناري أو أشد فتكًا.
كما سيأتي ذلك أيضًا.
ونعود إلى ذكر عنوان كتاب الأستاذ فهد المارك عن العوني فنقول: إن عنوانه كان ما ذكرته (تاريخ أمة في حياة رجل).