ولكن المؤلف غيَّره فيما بعد إلى عنوان (محمد العوني حياته وشعره).
ويوضح المؤلف ذلك ويبين صعوبة الكتابة عن العوني الشاعر السياسي النشط، فيقول:
وكتابي هذا الذي أسميته (تاريخ جيل وحياة رجل) سبق أن أعلنت عنه في هذا الاسم في صحف المملكة، وفي مؤلفي الأجزاء الأربعة (من شيم العرب، الذي طبعته في بيروت المطبعة الأهلية عام ١٩٦٥ م).
وعندما أشير إلى أنني أعلنت عنه منذ ثمان سنوات، فإن الداعي إلى إشارتي هذه هو أنني سمعت أن كاتبًا استعار هذا الاسم، وجعله اسمًا لكتابه.
وعندما أسمي كتابنا بهذا الاسم، فإنني استهدف حقيقة أثبت من خلالها أن تاريخ ذلك الجيل الذي عاش بين ظهراني أهله العوني، قد عبر عنه هذا الشاعر بقصائده تعبيرًا تاريخيًا وواقعيًا جديرًا أن يكون حجة تاريخية لا تقبل الجدل.
والشاعر يصف تلك الأحداث التاريخية الواقعة منذ ١٣١٨ إلى ١٣٤٠ هـ أي من خروج الملك عبد العزيز من الكويت إلى أن وحد نجدًا، يصفها وصفًا دقيقًا.
ولا أعتقد أن كاتبًا أو مؤرخًا أورد تلك الأحداث على الصورة الواقعية التي صورها العوني بصفته شاهد عيان.
بقي علينا الجواب لمن يقول ما دام أن حياة العوني لها من المكانة التاريخية ما يجعلها جزءًا من تاريخ جيل حافل بالأحداث، فلماذا لا يكتب عنه الكتابة التي تنسجم مع واقع أمره، والتي يستحق صاحبها الخلود؟ الجواب بكل بساطة كما يلي:
لقد انتهت حياة العوني السياسية والعسكرية وهو بجانب المهزوم، ولو قدر له أن تنتهي حياته بجانب المنتصر كما بدأت لوجدنا المؤلفات المتعددة التي يدبجها يراعات الكتاب عنه، بل انتهت حياته سجينًا مغضوبًا عليه، وكما قال الشاعر: