المنظر، فقال: يا العوني خذها، ثم أهدى إليه آخر خنجرًا مموهًا بالذهب فأعطاها العوني أيضًا.
ولا أدري أهما واقعتان أم هي واقعة واحدة.
وحدثني سليمان بن عمر ابن أخت العوني أيضا، قال: سأل الملك عبد العزيز آل سعود محمد العوني عن ملكهم بالربيعية وكان الملك مارًا بالربيعية فذكر له - صادقًا - أنه موضع بمعنى أنه لا تسني السواني التي تخرج الماء من البئر عليه، وأنه معرض للهلاك، وموت نخله.
فأشار الملك عبد العزيز ابن سعود إلى عدة نياق جيدة وقال: خذ منها ما شئت تسنون عليه، فاختار منها ناقتين، وأعطاها لعمير العمير زوج أخته لأنه الذي كان يقوم على النخل فصدَّر عليها وعاد الماء إلى النخل في الربيعية.
ولا يزال نخل العوني معروفا، بل كان موجودًا إلى عهد قريب، وفيه القصر الذي عزم فيه العوني الملك عبد العزيز آل سعود.
وفيما يتعلق بسخاء الملك عبد العزيز آل سعود للعوني وتلبيته طلبه ما حدثني به والدي رحمه الله، قال: بعد أن استتب الأمر في القصيم لابن سعود ومن تحالف معه من أمراء القصيم وبعد أن دبج العوني القصائد الرنانة في مدح الملك عبد العزيز وفي حركاته وغزواته قال له الملك عبد العزيز: إطلُبْ يا العوني من العيش، أي القمح، يريد بذلك سل ما شئت، فقال العوني يا طويل العمر، أنا ما أبي إلا حرف واحد (ألف)، يريد بذلك ألفًا من أصواع القمح وألف وزنة تمر.
وتلك البروة تعطى لمن يريد الملك من بيت المال في القصيم الذي غالب ما فيه من زكاة التمر والحبوب، وقد تكون فيه موارد أخرى.