فأعطاها العوني وأهديت إليه خنجر ثمينة من الهند فأعطاها العوني أيضًا.
وكان من جلسائه في ذلك الوقت طائفة من شيوخ القبائل المشهورين بالشجاعة ومنهم محسن الفرم كبير بني علي من حرب فوجد في نفسه شيئًا من ذلك وقال في مجلسه بعد أن انفض مجلس الملك عبد العزيز:
كيف عبد العزيز بن سعود يعطي ها الفرس الأصيلة لحضري من أهل بريدة ولا يعطيني إياها أنا أخو حسناء اللي أقابل عليها القوم وأصلح لها في القتال.
قالوا: فبلغت كلمته هذه العوني، فذهب إليه في مجلسه وقال: يا أبو جلال، وهذه كناية محسن أنت قايل كذا وكذا؟ قال: نعم، أنا قلته لأنني أنا وأمثالي اللي تصلح لهم الفرس الأصيلة لأننا نذبح عليها القوم.
فسأله العوني قائلًا: يا أخو حسنا إذا ادلهم السماء من الغبار يوم الكون الأقشر وأنت على فرس أصيلة مثل هذي كم تذبح من الفريس أي الفرسان؟ فأجابه الفرم: ماهيب الأيام سوا يوم أذبح ثلاثة ويوم أربعة ويوم أذبح واحد ويوم أتشفق السلامة وأهج على فرسي.
فقال له العوني: أنت أكثر ما تذبح عشرة باليوم وأنا أقول لي بيتين أو ثلاثة وأهيج ألفين رجال على ألفين رجال من أعداء ابن سعود لما يقتل بعضهم بعض وربما يقتل منهم في يوم واحد مائة أو مائتين، فأينا أنفع لابن سعود يا الفرم؟
ويقول العارفون بالعوني: إنه لم تكن تنقصه الشجاعة في حرب ولكنه اشتهر بالشعر.
أقول: هكذا سمعت هذه القصة من عدة مصادر وحدثني سليمان بن عمير من أهل الربيعية وخاله العوني قال: كان الملك عبد العزيز آل سعود معزومًا في بيت صالح المطوع فأهدى إليه أعرابي مهرة أصيلة عجيبة