منهم الحكام الذين أثروا في بريدة أثرًا عظيمًا مثل حجيلان بن حمد الذي تطورت بريدة تطورًا عظيمًا في وقته وكان رجلًا عمرانيًا داهية بعيدًا عن التعصب إلَّا لبلدته وما ينفعها، وقد هاجر إلى بريدة ومنطقتها في عهده طوائف من الناس لقوا منه الترحاب إذا كانوا جاءوا ليعمروها وبخاصة إذا كانت عمارتهم غرس نخيل أو زراعة.
والذي ذكره التاريخ المكتوب عن أوائل الأشخاص من الأمراء آل أبو عليان الذين مثلوا هذا الشقاق هما راشد بن حمود الدريبي وعبد الله بن حسن.
وعندما قامت الدولة السعودية الأولى كان راشد الدريبي أميرًا على بريدة وما يتبعها، وكان معروفًا بقوة الشكيمة والشدة على الأعداء فجاءه جيش من الدرعية ليقاتله وليدخله في طاعة الدولة الجديدة فمانع وقاوم ذلك.
أما كبير الفرع الثاني وهو آل حسن ومقدمهم عبد الله بن حسن فإنه أظهر الموافقة على متابعة الدولة السعودية، إلا أن النزاع ظل مستمرًا بين الطرفين حتى تغلب راشد الدريبي ثانية ثم ثالثة ومن ثم اجتمع آل حسن من آل أبو عليان على خلعه وتولية شخص من آل حسن بديل منه، فاتفقوا على أن يتولى ذلك حجيلان بن حمد ويولوه الإمارة فهجم على راشد الدريبي وقتله وانتزع الإمارة منه، وأظهر الطاعة لآل سعود مع بقائه في إمارة القصيم كله ما عدا عنيزة وتوابعها.
وقد ذكرت أن النظرة العامة بالنسبة إلى اتجاهات فريقي (آل أبو عليان) الذين هما الدريبي ومن معه، و (آل حسن) الذين منهم حجيلان بن حمد وأولهم عبد الله بن حسن الذي هو أول من تولى الحكم معترفًا لآل سعود ومناصرًا لمن ناصرهم معاديًا لمن عاداهم، والمراد بذلك من هم في وقته وهو الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود يرى أن (الحسن) هم أنصار آل سعود المقربين منهم، ولكن بعد أن يتغلبوا بأنفسهم على الفريق المنافس من آل عمهم (آل أبو عليان) الذين يعرفون بالدرابي - جمع دريبي - وإن لم يكونوا كلهم من ذرية الدريبي.