للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت له: أذلك بموجب عرف عندكم أم هو شيء لازم؟

فقال لي: إذا لم نفعل ذلك يغزوننا أهل بريدة.

والأمير عساف الحسين المذكور هو جد أمير الرس في الوقت الحاضر ١٤٢٦ هـ، إلا أنه عندما ظهر آل سليم العلماء في بريدة اتفق معهم الحكام على أن يتركوا لكل بلد من بلدان القصيم ربع زكاة الأموال فيه للفقراء والمحتاجين من أهله والباقي يرسل إلى بريدة.

وشيء آخر وهو أنه إذا ما احتاج القصيم إلى غزو فإن أميره يكلف أو يلزم أهل كل بلد من بلدانه بعدد معين من الغزاة، وهم الرجال الذين يخرجون للغزو - أو بعدد من الإبل فيقول مثلا: إن أهل قصيباء أو الشماسية يجب أن يشاركوا بكذا من الرجال في الغزو، فيفعلون.

وفي مقابل ذلك من المغريات للانتظام في القصيم التابع لبريدة، وعدم محاولة الخروج عنه يلتزم أهل القصيم الذين هم أهل بريدة ومن معهم من أهل القصيم بالدفاع عن كل بلدان القصيم ضد المغيرين أو المعتدين، فإذا تعرضت بلدة من بلدان القصيم لهجوم من غرباء، أو اعتداء من أناس من أهل البادية أو غيرهم كان لزامًا على أهل القصيم وأولهم أهل بريدة أن يردوا عنهم الإعتداء ويدفعوا عنهم المعتدين.

وهذا شيء مغر في تلك الأزمان التي كان فيها النهب والسلب سائدًا قبل الدولة السعودية الأولى.

ولا يدخل في هذا كله أهل عنيزة، فمدينة عنيزة لا ترسل من زكاتها شيئًا لبريدة ولا من رجالها أحدا للاشتراك مع أهل القصيم في غزو أو دفاع إلَّا بموجب اتفاقات معينة بين الطرفين.