للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإخراج زكاته فله منهج فريد في تجارته فهو يتصدق عما يزيد على الخمسة آلاف ريال رأس ماله مهما كانت أرباحه.

وفي حياته كان الناس يتعرضون لأصناف الطلبات من الحكام مرة باسم الجهاد ومرة طلبات أخرى من الطعام وغيره.

وفي مرة من المرات التي تعرض فيها للضغوط جاء إليه حارسان من رجال قصر الإمارة في بريدة وطلبا منه ثلاث صفائح من التمر من نوع خاص ممتاز، ولم يكن النوع المطلوب موجود لديه فأخذ تمرًا جيدًا لكنه ليس الصنف المطلوب، ووضعه في الصفائح، وبعث بها لقصر الإمارة، وكان ذلك في عهد عبد العزيز بن رشيد وكان موجودا في بريدة وكشف الموظف المختص في القصر على التمر فوجده مخالفًا للوصف المطلوب، فأعادها إلى بيت ابن مقبل مصحوبة بالتهديد إذا لم يستجب لطلب الحاكم وشق الأمر عليه فقامت زوجته وأحضرت قليلًا من التمر المطلوب ووضعته تحت فتحات الصفائح وقالت لزوجها: لقد أحضرت لك التمر المطلوب، ففرح ورحل الصفائح إلى القصر وسافر الأمير عبد العزيز بن رشيد ومعه بالطبع تمر ابن مقبل وأكله في الطريق دون أن يسأل عن صنفه فواضع الصنف موظف في قصر الإمارة في بريدة.

وبعد مدة سأل علي المقبل زوجته من أين جاءت بالتمر المطلوب، وهل دفعت ثمنه؟ فقالت له عندي قليل من الصنف المطلوب أخذت شيئًا من الموجود في الصفائح تحت فتحاتها ووضعت الشيء القليل الذي وجدته في البيت مكانه فقال لها: لقد غشيت الأمير الله يهديك: فقالت وكم دفع الأمير ثمنًا للتمر؟

الأمير يطلب التمر بدون ثمن ولا يعتبر عملنا معه غشًا، فضحك علي المقبل من تصرف زوجته وقال: أنت أفقه مني (١).


(١) ملامح عربية، ص ٩٦ - ٩٧.