من نفس الطعام الذي يأكل منه هو وأهل بيته، وكان يؤمن لهم الفرش من ماله واستمر على هذا المنوال مدة طويلة لم يخلف سيرته مع طلبة العلم، وقد كتبت عن هذا الرجل وسيرته في تجارته وصدقاته أكثر من موضوع في هذا الكتاب رغبة في نشر فضائله واعترافًا بها ورغبة في الدعاء له من القراء، وقد توفي الرجل عام ١٣٣٤ هـ، وقد أوذي في حياته من بعض الأمراء والحكام وصبر على الأذى، وقد لحقه الأذى بسبب محبته لطلبة العلم ومساعدتهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد استدعاه أمير حائل محمد بن عبد الله بن رشيد لغرض تأديبه ولكنه أكرمه وأعاده إلى بريدة محترمًا مكرمًا، ووصي أمير بريدة باحترامه وإكرامه ولا شك أنه قد وشي به، وحينما قابله أمير حائل وجد الرجل أهلا للاحترام والإكرام فاعتذر له وأعاده مكرمًا.
وقال الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله:
العالم العابد والورع الزاهد الشيخ علي بن مقبل العلي العبد الله آل عبيد:(من قبيلة سبيع):
ولد هذا العالم الجليل صاحب المكارم والمفاخر والإحسان بين الناس بمدينة بريدة عام ١٢٤١ هـ ونشأ فيها نشأة صالحة وتلقى علومه على علمائها، ومن أبرز مشايخه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ سليمان العلي المقبل، والشيخ عبد الله بن فداء.
وكان رحمه الله يشتغل بالتجارة والمداينة على الطريقة المشروعة، دون أن يشغله ذلك عن العلم والعبادة، ومن يعرف سيرة الرجل يعتقد بأنه لم يقصد بتجارته استكثار المال، وإنما قصد إنفاق مكسبه في سبيل الله، فقد كان رحمه الله عفيفًا، يشتري التمر بالسلم من أهل النخيل، فإذا حضر لاستلام حقه، وبدأ الجذاذ فمن عادة أهل نجد أن من حول الجذاذ يحضرون، ويأكلون، ولكنه