رحمه الله لا يأكل شيئا من مال صاحب النخيل بل يأخذ تمرات يضعها فوق التمر قبل وزنه فإذا وزن التمر أخذها فأكلها، وكان يسمح للناس بالأكل من تمره، ويجود على الفقراء والمساكين بشيء منه.
ثم إنه يجمع التمر في أحواض فإذا رأى حاجة الناس إليه باعه بسعر سوقه وكان رحمه الله ينظر المعسر احتسابًا، وإذا انتهى من معاملة أحد وضع عنه بقية دينه، ولم يكن يتعامل إلا مع الفقراء احتسابًا، ويرفق بهم وإذا عرف أن المستدين يجد من يدينه غيره لم يدينه، فهو يحرص على إدانة من لا يجد من يدينه.
وله قصة مشهورة مع أحد عملائه وهي أنه كان يطلب إنسانًا دينًا قد تأخر عن تسديده وكان للمدين ابن خارج بريدة فأرسل ابنه له بمبلغ، ومن الصدف أن الشيخ علي قابل المدين في اليوم الذي وصل إليه المبلغ من ابنه، فطلب منه الشيخ علي أن يذهب معه إلى منزله، فظن الرجل أنه قد علم بالمبلغ وأنه يريد أن يطالبه بدفع ما وصله من ابنه، ولما دخل معه للمنزل ظل الرجل خائفًا والشيخ علي لم يشعر بذلك، فقدم له الشيخ علي طعامًا طيبًا، فأكل منه الرجل ثم ناوله الشيخ علي بعض النقود وقال له: إنما دعوتك لأخبرك أنني قد شطبت دينك ووضعته عنك، فبكى الرجل من شدة الفرح ودعا للشيخ، وقال: لقد كنت خائفا أنك قد علمت بما وصلني من ابني، وإنك تريد مني أن أسددها لك من الدين، ثم دعا له وانصرف.
وهذه قصة واحدة من قصص عديدة من أعمال هذا الرجل.
وكان من عادته عندما يبلغ رأس ماله مبلغًا معينًا قيل بأنه خمسة آلاف ريال فرانسه (وهي تعادل الملايين الآن) كان من عادته إذا حال الحول أحصي ماله ثم أخرج الزكاة الشرعية، ثم تصدق بما زاد عن رأس المال، وهكذا دأبه.
وبلغني أن رجلًا من أبناء الأعزاء على الشيخ علي طلب منه قرضًا