للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن تدين حسن المهنا ما عثرنا عليه في وثيقة بخط الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم قاضي القصيم يقول فيها:

إن الأمير حسن بن مهنا لما رأى ملك الطلاسى - جمع طلاسي قد انضر أي أصابه الضرر وأشفقنا على هلاكه حامى عليه الأمير حسن بن مهنا وأذنا له يدين راشد آل حمد الطلاسي في ثلث جدّه وثلث عمه ومعنى الثلث هنا الوقف أو الوصية بثلث الملك بحيث لا يورث وإنما يبقى يستغل في الأعمال الخيرية، وأضاف إلى ذلك قوله: وما في ملكهم من أسبال قد أنقذها ويرهن الجميع حتى يستأفى فيما دينه لمصلحة ها الملك، وذلك في شهر شعبان سنة ١٣٠١ هـ شهد على ذلك جماعة من المسلمين منهم ناصر السليمان العجاجي ومحمد العبد العزيز الحميدي.

قال ذلك وأثبته الواثق بالواسع العليم محمد بن عبد الله بن سليم وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

وتحت ذلك ختم القاضي.

فانظر إلى قوله حامى عليه الأمير حسن أي أخذته الغيرة عليه لئلا يهلك وأكثره أوقاف من أوقاف المسلمين، ثم قوله: أذِنَّا له يدين راشد آل حمد الطلاسي، فالأمير كان في إمكانه لولا أن تدينه يمنعه أن يداين بالملك دون أن يأذن له القاضي، بل إنه بلغة الحكام غير المتدينين بإمكانه أن يأخذه بأية حجة، لكنه يعلم أنه لو فرض أنه فعل ذلك فإن أهله سيرفعون الأمر للحاكم الشرعي وهو الشيخ ابن سليم وأنه سوف يحكم لهم، وبذلك لا يستطيع أن يتحدى القاضي، وإلا تعرض للإثم من الله تعالى وربما تعرَّض أساس ملكه للأقاويل.

هذا وسوف يأتي نقل صورة الوثيقة المذكورة قريبًا بإذن الله.