وقد اشتهر صالح بن فوزان الثاني، وهو الأخير بمحبته للخير وإكرام الضيوف، ولا زلنا ونحن صغار نسمع ذلك من الناس، وقد توفي صالح الفوزان الثاني هذا في عام ١٣٤٨ هـ، وله في ذلك أخبار عطرة، منها ما حدث به عبد الرحمن بن عبد الله الجمحان المعروف بمهلهل، قال: قبل سنة السبلة بقليل وهي عام ١٣٤٧ هـ أناخ عند صالح الفوزان في خضيرا أهل ستين ذلول عليها ١٢٠ رجلا أي أنهم مردفين كما يقول العوام، وهو أن يركب على كل ذلول اثنان أي أن تخصص لهما وإن لم يركبا معا وهم من مطير على رأسهم أحد الدوشان - جمع دويش - من رؤساء القبيلة، وقال: الذي فهمناه أن فيصل الدويش هو الذي كان على رأسهم، ومعلوم أنهم قصدوه لأنهم يعرفون أنه قادر على أن يضيفهم.
قال: فأسرع صالح الفوزان يأمر بذبح الغنم التي عنده وهي ثمان ما بين معز وضأن، ولكنه قال: إنها غير كافية، ولابد من أن يذبح ١٢ ذبيحة لكل عشرة ذبيحة، وبالفعل ذبحها، ووضعها فوق الجريش ومعه القرصان على هيئة خبز كبير.