أخذ الرجل يرتجف ويظهر الخوف وهو يحاول فك زرار ثوبه وهو يسير إلى الخلف وأنا أمامه مهددا بضربه إن لم يسلم الدراهم ويخلع ثوبه ويسلمه لي فورًا.
يقول راوي السالفة الضيف: أخذ يتوسل إلي بتركهـ وأنه لا يملك دراهم، وفعلا ليس معه دراهم، ولكنها خطة من رفاقه إليَّ للانتقام.
يقول الضيف في سالفته لمضيفيه: استمريت أنا والرجل على هذا الشكل، الرجل يتوسل إلي وأنا أهدده بالضرب، وما هي إلَّا لحظة حتى نبش برجله شوم غليظة - عصى غليظة - مدفونة بالأرض بالقرب من شجرة، فأخذها وبسرعة البرق ضربني بها من بين كتفي حتى سقطت على الأرض، ثم ضربني مرة ثانية، وبدل ما كان يتوسل في أن أتركه صرت أنا أتوسل إليه أن يتركني، فكبل يديَّ وساقني إلى رفاقه، وأدركت الآن أن رفاقه ما قالوا لي إن معه دراهم إلَّا ليورطونني فيه وأنه سوف يخلصهم.
وعندما رأى الرجل أن رفاقه مكبلين وبقية رجالي الحنشل محيطين بهم زادني ضربا بعصاه وأمرني أن آمر رفاقه أن يفكوا قيد رفاقه ويقيدوا رفاقي الحنشل.
ففعلت، وانقلب الوضع وانعكس تمامًا.
اتجه الرجل إلى جملي، يقول راوي السالفة - وأخذ بندقيتي، وأنا أتوسل إليه أن يعيد بندقيتي، إنها هي أغلى ما عندي وما أملك.
إلَّا أنه رفض واحتفظ بالبندقية وقال: سوف تجدها عند أمير بريدة، وكان الأمير في ذاك الوقت هو الأمير مبارك بن ناصر بن مبيريك، تولى الإمارة رحمه الله مرتين الأولى: من عام ١٣٤٢ هـ حتى عام ١٣٤٦ هـ والإمارة الثانية: من عام ١٣٤٨ هـ حتى عام ١٣٥٣ هـ.
وهذا الأمير كان شديدا على قطاع الطرق وينفذ تعليمات الملك عبد العزيز بحذافيرها خاصة ما يتعلق بالأمن.