يقول صاحب السالفة: عندما ذكر الرجل الأمير وأنه سوف يسلمها له أخذنا نبكي بكاءً شديدًا خوفًا من الأمير ولعلمنا أنه سوف يعاقبنا بما نستحقه من حنشلة وقطع للطرق.
يقول أبو عبد الله علي العجلان: اشتقنا لسالفة الضيف وهو يسرد علينا سالفته.
يقول الرجل: وبعد التوسل والإلحاح والبكاء والحلف باليمين أن لا نقترب من منطقة القصيم كلها أطلق الرجل سراحنا إلَّا أنه احتفظ بالبندقية، تركنا الرجل وذهب إلى مكان عشبه ليواصل عمله فلحقت به ورجوته أن يخبرني عن اسمه فقال لي: الله ياخذك ماذا تريد باسمي؟ قلت: يا عم أعجبتني بطولتك وأحب أن أعرف اسمك، قال: أسمي شعيل الدباسي، وأنا أنام لوحدي بمزرعتي بالصباخ (حي جنوب مدينة بريدة).
فقبلت يديه لما رأيت ما به من بطولة وشجاعة وهالتني رباطة جأشه.
وغادرت منطقة القصيم أنا وجماعتي.
يقول صاحب السالفة: عدت بعد سنوات إلى منطقة القصيم ولكن هذه المرة ليس للحنشلة لا، بل لكسب الرزق الحلال، فأخذت أحتطب وأبيعه في مدينة بريدة، وذلك بجمعه في مكان واحد شرقي المدينة، مكان شركة النقل الجماعي الآن - جنوب شارع الخبيب.
وبينما أنا جالس ذات ليلة وسط حطبي، إذ مر بي رجل، سلم علي ولم أرد عليه سلامه بل وعندما ولي من عندي لحقت به ومعي خشبة من الحطب فضربته بها عدة ضربات، فلم يلتفت إلي الرجل بل مضي في حال سبيله فضربته رابعة وخامسة وقلت: اخلع معطفك وكان عليه معطفًا جديدًا لأننا في فصل الشتاء وأنا بحاجة لهذا المعطف.
يقول الضيف: التفت إليَّ الرجل بكل برود فمسكني بيد واحدة من حول