للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنقي كاد أن يخنقني ثم رفعني إلى أعلى وأسقطني أرضًا وأخذ خشبتي التي ضربته بها وضربني هو بها عدة ضربات ثم رماها علي ومضى في حال سبيله وأنا أتألم من ضربه.

فقلت في نفسي: هذا أكيد صاحبي السابق - شعيل الدباسي - عله لا يدري أني صاحبه السابق - الحنشولي - فيسلمني إلى أمير المدينة.

ويمضي الضيف في سالفته يقول:

سحبت جسدي وعدت إلى حطبي وأشعلت نارا استدفئ بها من البرد، عاد الرجل إليَّ فرميت نفسي على الأرض كأنني ميت، وقف على راسي وهو يقول ويسأل نفسه وبلهجة عامية: تبيه مات (تراه مات من الضرب؟ ) ويجيب الرجل نفسه بنفسه: لا ما مات ... مغمى عليه.

تركني الرجل يقول الراوي ومضي في طريقة فلحقت به وقبلت يديه كما فعلت مع شعيل الدباسي وقلت له: يا عم من أنت؟

فقال لي وبصوت ثخين وجهوري: ماذا تريد مني؟ قلت: يا عم أعجبتني بطولتك وتحملك لضربي ولم تخف مني.

فقال: الله يأخذك أنا منصور الشريدة (١)، فقبلت يديه مرة ثانية لأنني سبق وأن سمعت عن بطولاته رحمه الله وبطولة بقية أسرته، الشريدة - ومنهم: يحيى الشريدة، ومحمد - رحمهم الله جميعًا.

يقول الراوي: فبعت حطبي وهربت عن منطقة القصيم كلها، سلمت من موقفين أخشى أن لا اسلم من الثالثة (٢).


(١) منصور بن عبد الرحمن الشريدة، من أعيان بريدة المشهورين بالبطولة، توفي رحمه الله عام ١٣٥٤ هـ.
(٢) سواليف المجالس، ج ٣، ص ٤ - ٩.