يأكله، ويأكل فراخ دجاجنا وكل شيء في بيتنا يؤكل يأكله هذا القط.
فقلت لأم ناصر: إذا دخل غرفة الأرزاق (مستودع الأطعمة) أخبريني لكي أدخل عليه وأقبض عليه فنرميه خارج المدينة، فصارت أم ناصر تراقبه حتى دخل ذات عصرية من أحد الأيام، فأغلقت أم ناصر باب الغرفة وجاءت إليَّ مسرعة وهي تقول: أبشر القط داخل الغرفة، هيا اقبض عليه، جئت مسرعًا وأنا حليق الرأس وأصلع وفاكًا أزارير ثوبي لأننا في فصل الصيف والحرارة شديدة.
فقلت لأم ناصر إذا دخلت عليه أقفلي الباب علينا، قالت سمعًا وطاعة، كما تريد.
يقول أبو ناصر رحمه الله: دخلت على القط وأقفلت أم ناصر الباب علينا.
القط عندما رآني جمع جسمه ونفش وبره وقفز على رأسي وصار يخمش (يخربش) وجهي ورقبتي وأغمضت عيني لئلا يفضخهما ومسكت الجدار لأتجه للباب لأخرج، وصلت الباب وحاولت فتحه وأم ناصر تحاول قفله والقط فوق راسي يخمش ويعض.
فأقول لأم ناصر افتحي الباب وأنا أحاول فتحه، فتقول: أبدًا لن يخرج القط، أنا ماسكة الباب، وواضعة رجلي على الجدار وجاذبة الباب إليَّ بيدي، هيا اقبض عليه وأرحنا منه، وهكذا في معركة أنا والقط وأم ناصر.
أخيرا فتحت أم ناصر الباب، وقفز القط من على رأسي إلى خارج الغرفة وهرب وأنا في حالة يرثى لها من التجريح وسيلان الدماء، فانزعجت أم ناصر من منظري كأني خارج من معركة حيث الدماء تسيل من كل جهة.
فأخبرتها بما حصل لي معه بالداخل وما أريده منها فتح الباب والتخلص من ورطتي هذه، فتقول أم ناصر ظننتك تقول امسكي الباب، أمسكي الباب.
ذهبت أم ناصر وأحضرت ماء وغسلت وجهي وخلعت ملابسي لغسلها