فإنها قد تمتد إلى خمسمائة سنة، وقد رأيت أوراقًا فيها ذكر هذه المدة الطويلة.
والفضل لهم أبناء عم في عنيزة من الوجهاء والأثرياء وحتى في الأمصار كالهند، وكان أهل الهند منهم يسلفون الملك عبد العزيز آل سعود في مبدأ أمره النقود، كما كانوا يرسلون زكاة مالهم إلى عنيزة لتوزع على أبناء عمهم (الفضل) في عنيزة.
وقد جهدت في أن أعرف أصل الأسرة من أي المدينتين، أهم من بريدة، والذين في عنيزة هاجر أوائلهم إلى عنيزة أم أن أهل بريدة جاءوا من عنيزة إلى بريدة؟
وفي التجارب الذي عرفناها وشاهدناها أن الهجرة من عنيزة إلى بريدة هي أكثر بكثير من الهجرة من بريدة إلى عنيزة، وأول دليل على ذلك أن الأسرتين اللتين كان لهما الغني في بريدة في وقتين مختلفين وهما أسرة (الربدي) وأسرة (المشيقح) أصولهما جاء أهلها من عنيزة إلى بريدة.
ومع ذلك لا يزال الأمر يحتاج إلى تحقيق بالنسبة إلى الفضل، والمؤكد أن (الفضل) أسرة واحدة بعضها في عنيزة وبعضها في بريدة، وسنذكر هنا أهل بريدة، أما أهل عنيزة فموضع ذكرهم كتاب (معجم أسر عنيزة).
وصالح بن محمد الفضل كان في مكة المكرمة معروفًا، بل مشهورًا عند أهل نجد، لا يأتي أحد من النابهين إليها إلَّا ويتصل به ويدعوه إلى بيته على عشاء أو غداء.
وأكثر تجارته في العطور، كان له دكان في المدعى غير البعيد من المسجد الحرام، قبل التغييرات العمرانية فيما حول المسجد.
مات صالح بن محمد الفضل المذكور في عام ١٣٧٦ هـ.
ومنهم علي بن محمد الفضل عرفته عندما صار شيخًا فعرفت فيه طيب