وبنوا بلادنا لتنعم الأجيال القادمة بالخير والرخاء، فهل نفي لهؤلاء الرجال بحقهم فنسير على خطاهم ونترسم أفعالهم الحميدة ونتشبع بسيرتهم الطيبة ونجعل من ذكرياتهم وذكراهم الحذاء الذي تسير على إيقاعه قوافلنا، والقصيد الذي يطربنا ويهزنا إلى جلائل الأعمال، كم نأمل ذلك ونرجوه.
انتهى كلام المجلة.
قال ابن عبيد في حوادث سنة ١٤٠٩ هـ:
وممن توفي فيها من الأعيان في مدينة بريدة الشيخ حمود المشيقح رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته هو أبو سليمان حمود بن عبد العزيز بن حمود بن مشيقح بن عبد الله، ولد في عام (١٣١٦ هـ) في مدينة بريدة عاصمة القصيم فنشأ في بيت والده فأدخله والده إحدى المدارس الأهلية في مدينة بريدة ورباه والده تربية حسنة وكان محبوبًا لديه ثم أنه بعدما نجح من المدرسة وحفظ القرآن، وأخذ نصيبًا من تعلم الحظ والحساب أخذ في الدراسة على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعلى الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولازمها وأكثر الأخذ عنهما ومن جملة ما درس على الشيخ عمر فتح الباري شرح صحيح البخاري إذا أخذ في القراءة فإنها خفيفة على لسانه لأن له سليقة قوية كأنما تخرج الكلمات من أكبر نحوي، وإن كان قليل الأخذ من علم النحو ولكنها بديهة فقليل لحنه وأخذ عن الشيخ عبد العزيز العبادي لما أن جلس للتدريس في مسجدهم عام (١٣٥٥ هـ) في كتب الفقه والحديث إضافة إلى مجالسة الأولى في بكرات الأيام لأن الشيخ عبد العزيز جعل يدرس ضحى وظهرًا في ذلك المسجد الذي ضم جموعًا كثيرة من الطلاب وأصبح إذ ذاك كزهرة البلاد، وذلك قبل وفاة الشيخ ينتابه طلاب العلم ويترددون إليه.