للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع أنها هي نفسها ضحلة، والرجال الذين يحفظونها هم في تناقص، إن لم نقل في تلاش، والذين نقلوا عنهم شفهيًا إن كانوا عقلوا ما نقلوه عنهم أصابهم أمران، إما يكون داء النسيان أو داء الهوى أو هما معًا.

ومع ذلك وجدت أن هذه هي الطريقة الممكنة للكتابة في هذا الموضوع.

وقد رتبت ذلك بحسب الكلام على ذكر بعض الأشخاص الأمراء أو البارزين الذين ورد لهم ذكر في التاريخ.

(آل أبو عليان) أسرة عريقة السكني في بريدة، كثيرة الفروع.

ومع ذلك كله فإن الوثائق عنهم شحيحة، مع أنه يفترض أن لبعضنهم أوقافا ووصايا، وبينهم مبايعات لأشياء مهمة من العقارات والمزارع والنخيل، ومع ذلك لم نر أكثر وثائقهم المظنونة.

والسبب في ذلك قلة عنايتهم كغيرهم من أهل نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالكتابة والتوثيق فضلًا عن التاريخ والوقائع والأنساب.

وأمر مهم آخر وهو قلة صيانة الوثائق والمبايعات والوصايا ونحوها، إذ لا توجد في تلك الأزمان خزائن للكتب ولا لحفظ الأوراق، ولذلك كثيرًا ما تتلف الأوراق أو تشرف على التلف بعد مدة قصيرة من كتابتها كما رأينا ذلك في كثير منها، الذي سيأتي في تضاعيف هذا الكتاب.

إضافة إلى ما كان يعتري البلاد من حروب ومجاعات ومخاوف، يضطر بعض أهلها بسببها إلى هجر البلاد والذهاب عنها إلى بلاد أخرى، كالشام والعراق، أو الأحساء والخليج، وربما الهند.

وليس من المعقول أن يأخذ من يكون كذلك وثائقه معه، فيتركها عندما لا يحسن صيانتها ولهذا السبب رأينا بعضهم إذا أراد السفر أو حتى إذا خاف على