فقدنا أبا برًا رحيمًا وخيره ... كثير به الأمثال بالبذل تضرب
إذا جن ليل الغافلين فليله ... يناجي ويدعو ربه يتقرب
فسل مصحفًا يتلوه بالليل قائمًا ... ودمع من العينين في الخد يسكب
وسل عنه محرابًا، وسل عنه منبرًا ... وسل جبهة الله في الأرض تترب
فيا راحم الأحوال ترحم فقيدنا ... وجنبه نارًا للعصاة تلهَّبُ
فنم في نعيم القبر إن شاء ربنا ... لقد كنت في الدنيا من الله ترهب
وأبشر بجنات ستجني ثمارها ... وأنهارها تجري ومنها ستشرب
إذا شاء مولانا عليك ومنة ... إذا أسلف الإنسان خيرًا يقرب
وأرجو لك الفردوس مأوى ومنزلا ... فربي كريم للخلائق يعجب
لكم في قلوب الناس حب وهيبة ... من الله تعطى للكريم وتوهب
ومن صان علمًا للإله فإنه ... سيحيا عزيزًا في القلوب يحبب
فكم عبرة فاضت وأهريق دمعة ... ألا إن فقد الشيخ للنفس متعب
نصوح لوالي الأمر سرًّا وجهرة ... له عند والي الأمر قدر محبب
له منزل عند القضاة جميعهم ... بفضل التقى والزهد للخير يجلب
فيا شيخنا أبشر بخير نقوله نقول ... كلام المصطفى لا نكذب
قضيت وسيرت القضاء بحكمة ... ولم تلتفت إلا لمن هو أصوب
تحال إليك المشكلات إذا التوت ... وحارت بها الأفهام والحكم يطلب
فتقضي بشرع الله فيها بنية ... فيرضي كلا الخصمين والغيظ يذهب
وآخت نفوس بعدحال تأزمت ... من الغيظ كاد البعض للبعض يضرب
وحل الرضا حتى بدا الوجه مسفرًا ... وهذا بفضل العدل والعدل مطلب
وما نية الإنسان إلا مطية ... تنجى إذا طابت وللخير تركب
وصلوا على من جاء بالخير مرسلًا ... لكم أجرها يوم القيامة يحسب