الجزيرة تصدر يوم الثلاثاء وكانت لا تصل إلا بعد يوم وأحيانًا بعد يومين من صدورها، وكنت في الصف السادس الابتدائي عام ١٣٩٠ هـ حين بعثت الصفحة القراء "موضوعًا" وجدته بعد فترة منشورًا بكامله ومنذ ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه الرسالة لم تنقطع رسائلي عن الجزيرة شهرًا كاملًا، تذكرت كل هذه التفاصيل وأنا أصعد سلالم مبنى جريدة الجزيرة في شارع الناصرية, وأتفحص الوجوه الصاعدة والنازلة محاولًا أن أجد بين الأصل والصور التي أعرفها سببًا يقودني إلى الأسماء المقروءة دائمًا.
وفتحت أحد أبواب الغرف فإذا الصورة الأصلية لمضيف ضيوف الجزيرة الأستاذ "الوعيل" تواجهني أكثر إشراقًا وتحديدًا، كان منشغلًا في حديث مع أحد الفنيين كما يبدو.
وتقدمت وفي ذهني لوحة كنت قرأتها منذ مدة على باب أخي "الجاسر""فضلًا ممنوع الإحراج" أو ما في معناها، لكنني ما لبثت أن تغلبت على عقدتها ومددت يدي مصافحًا ومعرفًا فأبدى الوعيل تقديرًا أبهج صدري! وخرجت من عنده للتعرف على أكبر عدد من المحررين، ووقفت على مكتب الأستاذ الجاسر، وبحثت عن اللوحة المذكورة فإذا هي قد أبعدت فتنفست الصعداء! وهممت بالدخول فإذا صاحبه قد تركه، فذكرت القول المشهور:"ما دخلت السياسة في شيء إلا أفسدته".
وواصلت رحلتي على المكاتب فوجدت أحدها مفتوحًا وبه ثلة يتناقشون بجدية فأثرت عدم قطع حديثهم، وقلت أؤجلهم إلى حين ولمحت من بينهم الأستاذ راشد الحمدان صاحب السحارة وتعرفت على أصله بصعوبة إذ اتضح لي أن صورته التي يعلقها على السحارة هي من عهد طيبة الذكر "دار التوحيد" حين كان ينعم بجو الطائف.
ثم واصلت سيري فشاهدت عن يساري غرفة بها عدد من المكاتب، ومحرروها منهمكون في التحرير، فلم أشأ أن أقطع عليهم حبال تفكيرهم، وبدأ