في وسطهم الأستاذ سليمان العيسى يعمل بشوق وحماس، فذكرت صفحته الرياضية التي يحررها في جريدة "الدعوة" وعموده المشهور فيها، فذكرت معهما قول الشاعر:"ما الحب إلا للحبيب الأول" فالصحافة في عودته احتضنت ابنًا من أبنائها كادت أضواء التلفاز أن تتخطفه.
"وتركت هؤلاء المحررين وتقدمت خطوات فإذا على يميني باب مفتوح فدخلت مسلمًا فإذا الأستاذ "محمد العتيق" بصورته المطبوعة في ذهني يجلس على مقعده، عرفته بنفسي ورأيت أن من المفيد أن أستريح عند المحرر السابق لاستراحة الجمعة بعد هذا المشوار" لم تكن فاتحة الحديث صعبة، فقد كان هم الحرف يجمعنا، وتشعب الحديث في ألوان شتى، وخرجت من عنده وأنا أكثر شوقًا لمتابعة الرحلة ووصلت آخر مكتب من مكاتب المحررين فتعرفت على أحدهم فإذا هو الأخ بدر الخريف أحد أبناء جيلي، فكانت الذكريات بيننا ممتعة عن الجزيرة الأسبوعية وعن شكل "عزيزتي الجزيرة"، قبل عشر سنوات، وضيفني بفنجان من الشاي لم يكن أحلى ولا أنعش من ذكريات الماضي.
وسألته عن أخي سليمان العقيلي فذكر لي أنه لم يصل وأشار إلى مكتبه فالتفت فإذا كتفي يصطدم بسلة "عزيزتي الجزيرة" وقد فاضت برسائل الأحبة من عشاق الجزيرة، وغبطت أخي العقيلي الذي سيستمتع باستعراض هذه الطيور الجميلة الملونة التي جمعتها مخلاته:
وسألت عن مكتب الأخ الحميدي الحربي فأشار الأخ بدر إلى مكتب عن يساره وهو يقول: إن حظك سيء فالاثنان لم يشرفا بعد، وقمت عن مقعدي وأنا أقول في نفسي إن مكاتب الشعراء لابد أن تتميز عن غيرها فهم أهل خيال وفلسفة واستقراطية أحيانًا، ولم يخب ظني فعلى مكتب الحميدي عدة رسائل مغلفة وأزحتها بعفوية، فإذا المكتب مغطى بزجاج شفاف يظهر من تحته صورة طفل أنيق في طور المشي فعرفت سر تلهف أبي حمد على الزواج،