فأوصله الجنود إلى إبراهيم باشا فلما رآه خضع ابن راشد له لأن موقفه ضعيف، فقال له إبراهيم باشا أنت ما أنت حجلان يريد حجيلان - وهو ينطق باسمه بلفظ التكبير (حجلان) أنت صاحب الجنينات هذي جمع جنينة تصغير جنة - وهي البستان لكن - يا جنود - أوقفوا قطع النخل، فأوقفوا ذلك وقال لابن راشد: خبر حجيلان أني ما جيت من مصر من أجل حربه، أنا جاي من أجل حرب الوهابي يريد الإمام عبد الله بن سعود - قل له: يفهم هذا ولا يعترض لي وأنا ما أعترض له، ولا أدخل بلده.
وهكذا كان، اتفق حجيلان معه على هذا الأمر، فاستوثق إبراهيم من ذلك على عادته بأخذ بعض كبار القوم معه رهائن، حتى لا ينقض جماعتهم الصلح، أخذ معه بعض الرهائن من كبار القوم أهل بريدة، ومنهم عبد الله بن الأمير حجيلان، ولم يدخلها. وأعطى حجيلان جماعة من الذين معه حتى يقتلهم حجيلان إن حصل على ابنه شيء من إبراهيم باشا.
وذكر الإخباريون أن (السادَّة) الواقعة في جنوب بريدة القديمة، وفيها مقصورة ردئية المبنى، صغيرة من الطين فصار الذين فيه يسبون إبراهيم باشا عندما مر بهم، ويقولون له: انهزمت يا أبا الصبيان، وهذا سب فظيع.
فسأل عما يقولون فأخبره الذين معه به، فقال لصاحب المدفع، عطني سقف باب هذه المقصورة، قالوا: فرماها فأخطأها، من باب الاستهانة بها، ثم أطلق عليها قذيفة مدفع محكمة فهدمها، وسقط من فيها على الأرض أو تحت الردم، فتركها وحالها ومضى في سبيله.
ماذا يقول التاريخ المكتوب؟
ننقل هنا وجهة النظر لبلادنا والمسئولين فيها كما عرضها المؤرخ عثمان بن بشر سواء أكان يحكي ذلك حكاية حال أم حكاية مقال.