من الدرعية ويلجأ إلى بعض الجبال البعيدة التي لا أستطيع أنا ولا جيشي الوصول إليها، ثم إذا وصلت الدرعية، وهو ليس فيها دخلتها وقلت للدولة التي أرسلتني لحربه - يريد تركيا - أنا ما لقيت إلَّا جدار وهدمته، يعني بذلك الدرعية.
وعندما أغادر نجد يعود إلى الدرعية، وليس من السهل أن أعود إليه مرة ثانية، بل لن أعود أصلا! ! !
إنَّ الجد من كلام إبراهيم باشا في كون الإمام عبد الله بن سعود لم يهرب منه ويترك له نجدا، ثم يعود إليها بعد ذهابه أمر يشغل البال، وقد شغل بالي أنا حتى بحثته مرة مع الشيخ عبد الله بن إبراهيم آل الشيخ شقيق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر في المملكة العربية السعودية ورئيس القضاة فيها، فقال لي الشيخ عبد الله بن إبراهيم: إن هذا الأمر لم يغب عن بال الإمام عبد الله بن سعود، ولا عن أذهان من كانوا معه في الدرعية، وقد عرضوا عليه ذلك ولكنه أجابهم: كيف أهرب فأنقذ نفسي وأترك المسلمين ومحارمهم في الدرعية لجنود الترك؟ يعني جنود إبراهيم باشا يفعلون بهم ما يشاؤون، ولابد الي من أن أقيم معهم فيكون مصيري مصيرهم! ! !
ونقل الإخباريون: من كلام إبراهيم باشا في هذا الصدد أنه رأى في البرية يربوعًا وهو حيوان بري كالفارة فرأى أنه قد جعل لجحره بابًا خفيًّا يخرج منه إذا هاجمه داخل عليه من الباب الرئيسي كالحية فقال: هذا اليربوع أذهن من الوهابي أي أحد ذهنًا منه لأنه جعل لجحره باب يعرف، وباب ما يعرف بالبناء للمجهول، والوهابي ما حط لبيته في الدرعية إلَّا باب واحد معروف! ! !
ولا شك في أن كلام هذا من التطاول والغرور وإلَّا لو كانت الحرب في غير صالحه لما قال مثل هذا الكلام.