للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل تلك السنوات، ولكن على الرغم من هذا كله نحتاج إلى كبس النجمية، فالسنة النجمية الكبيسة تصير ٣٦٦، فإذا كبسناها في الوسط، طلع يوم من السنوات تلك ما له نظير من هناك.

فإذا وضعناه مثلا في فبراير، أي وضعنا الميلادية في فبراير، إذن ينزل فبراير يومًا، بينما السنوات تلك لم تنزل، فيصير ذلك اليوم شاذًا، فماذا نسوي به؟ لما طلع شاذًا اخترنا أن يكون الكبس في آخر النجمية، فيصير سعد السعود ١٤ يومًا، آخر النجوم ١٤ يومًا، والكبس يراعي في سعد السعود، فصار كبس النجمية والشمسية والميلادية كلها في هذا التتفق جميعها، ولا يبين عيب السنوات إلا إذا وضعتها جميعًا، أما إذا حسبت كل سنة لوحدها فإنك لا تلاحظ ذلك، وقد استعملنا هذا الكبس اعتبارًا من هذه السنة (١٤٠٧ هـ) فجعلنا سعد السعود في أم القرى ١٤ يومًا، وأم القرى لها لجنة وأنا عضو فيها، ونجتمع كلما دعا الأمر في الرياض في وزار المالية.

فالميزانية في ١٠ من الجدي وهذا تاريخ ثابت في البرج، ولكن التاريخ في الأشهر العربية يتغير، وهو يتأخر ١١ يومًا كل سنة، وهذه المدة توفرها الدولة.

بالنسبة لأمور كثيرة تبقى كما هي، فإخراج زكاة المال يتم على الهلال، وعدة المرأة على الهلال والعيد على الهلال، والحج على الهلال، وما هناك عجز عن صرف الراتب على الهلال.

وترتبط العملية مع بعضها وتبقى الميزانية في ١٠ الجدي، ولكنها في التاريخ العربي تختلف من سنة لسنة، وذلك لأن السنة في التقويم العربي ٣٥٤ يومًا، أي كل سنة تتأخر عن تقويم البروج ١١ يومًا، فمثلًا إذا تقيظنا (١)، في رمضان فإننا نتقيظ في رمضان ورمضان ورمضان (٣ رمضانات) أي


(١) قاظ يومنا يقيظ قيظًا: اشتد حرّه، فهو قائظ، وقاظ القوم بالمكان: أقاموا به أيام الحر، قيظ بموضع كذا: قاظ به.