للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعر الشيخ صالح العمري هذه القصيدة التي ألقاها بين يدي الملك عبد العزيز آل سعود عندما زار الملك عبد العزيز بريدة في عام ١٣٦٦ هـ، وكان مجلس الاستقبال الذي أعده كبار جماعة أهل بريدة وأميرها للملك عبد العزيز بجانب مكان هبوط الطائرة ولا نقول المطار، لأنه كان قاعًا متخيرًا النزول الطائرة ولا يوجد طيران منتظم آنذاك ولا مطار معين.

وكان المجلس عامرًا بكبار القوم من مرافقي الملك عبد العزيز آل سعود ومن أعيان بريدة، بل أعيان القصيم، وكنت حاضرًا فيه رغم صغر سني، إذ كانت سني آنذاك ٢١ سنة، ولكنني خرجت مع شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد بصفتي طالب علم لأن المشايخ وطلبة العلم كان تعيينهم لمقابلة الملك من عمل الشيخ عبد الله بن حميد.

ولم نشعر إلَّا بالشيخ صالح العمري يتقدم ويلقي هذه القصيدة بن يدي الملك بصوت جهوري وإقدام لا يعتوره شيء من الخجل مما أثار إعجاب الحاضرين.

بشراك يا ملك الإسلام بشراكا ... وخادم الحرمين المجد مسعاكا

بشراك بالنصر والتأييد حالفه ... رضا الإله بما تولي رعاياك

وأي ذلك أن الناس كلهمُ ... عليك أثنوا بكل من سجاياكا

فالقصيم وبالإخلاص تعرفه (١) ... شوق عظيم إلى لقيا محياكا

وللقصيم حنين في توجده ... جلَّى أمانيه أن يحظى بلقياكا

كأنما شوقه والساكنين به ... شوق المتيم يعقوب لرؤياكا

فلو رأيت سرور الشعب إذ ظهرت ... مراكب العز تزجي البدر أفلاكا

رأيت شيئًا عجيبًا من تسابقهم ... نحو المطار وكل القوم فدَّاكا

كادوا يطيرون نحو الجو إن لمعت ... بوارق الطير أفراخًا بمنجاكا (٢)


(١) فقال جلالة الملك: الشاهد عندي، وعلق على إخلاص أهل القصيم.
(٢) يريد بالطير الطائرات التي حملت الملك للقصيم.