وكانت له علاقات بالأمراء والوزراء وهم يجلونه ويحترمونه، فكان يحضر مجلس الملك فهد عندما يكون في الحجاز.
وكان من عادة المراسم الملكية أن لديها قائمة ببعض الأشخاص البارزين في مكة وجدة من كبار الموظفين والتجار والأعيان تخبرهم المراسم بأن الملك سوف يجلس الليلة وأنه يدعوهم إلى طعام العشاء على المائدة الملكية.
ويكون الموعد في العادة في الثامنة مساءً غير أن الملك كثيرًا ما يمنعه الاشتغال بأمور الدولة عن التقيد بذلك فيتأخر حضوره إلى المجلس، ولكنه يحضر بعد ذلك ولا أذكر أنه تخلف عنه.
وكنت من بين المذكورين ولكن لم أكن أواظب على حضور مجلس الملك هذا الطبيعة في من جهة ولكوني مشغولا ببعض المؤلفات وللتأخر في انتهاء المجلس.
ومرة قال لي الشيخ صالح بن محمد التويجري: سنذهب اليوم إلى مجلس الملك فهد في جدة معًا، فقلت له: المشكلة أنني إذا تأخرت وجدت صدر المجلس وما حوله قد امتلا، وإن تقدمت ضاع عليَّ الوقت.
فقال: سنذهب اليوم أنا وإياك معا إلى مجلس الملك في جدة، وسترى.
وكان اليوم يوم ثلاثاء، فقال: لابد أن نترك مكة في الخامسة بعد العصر، لنصل إلى جدة في السادسة ثم نجلس في مجلس الملك في السابعة حتى ننتظر حضور الملك في الثامنة.
وهكذا كان، فقد ذهبت معه بسيارته إلى بيت له في جدة كبير قد أسكن فيه أحد أبنائه فاسترحنا فيه وصلينا المغرب.
ثم ذهبنا إلى مجلس الملك ونحن معا معروفون لدى المراسم الملكية، وقد تقدمنا في الحضور وجلسنا في صدر المجلس وكان حظنا حسنا إذ حضر الملك فهد إليه قبيل التاسعة، وأذكر أن الملك عندما صافحته قال له الشيخ صالح التويجري: هذا الشيخ محمد العبودي فقال الملك فهد: أشهر من نار على علم يريد أنه يعرفني.