فقال العيدي: بع علي وجربني والدراهم في دكان إبراهيم العبود يريد عم والدي إبراهيم بن عبد الكريم العبودي، كان صديقًا للعيدي وهو ثري معروف.
فصدق ابن عثيم قوله: وأعطاه شمراخًا أو شمراخين من النخلة فأكلها، وأخذ بيده مثلها، وقال: أبي أشيلهن أوريهن أم عيالي.
وقد اشترى ثمرة النخلة بأربعة أريل فيما ظنه ابن عثيم.
في مساء ذلك اليوم ذهب العيدي إلى إبراهيم العبودي وأخبره بالقصة، وقال: أنا يا أبو عبد الكريم ما كذبت عليه، قلت له: الدراهم بدكان إبراهيم العبودي، ولا قلت له: دراهمي بدكانك، أو أن لي عندك دراهم، حبيت أخبرك.
وبعد يوم جاء ابن عثيم إلى إبراهيم العبودي وقال له: الله يسلمك العيدي شري منا نخلة، وقال: دراهمه عندك وهي أربعة أريل.
فقال له العبودي: وش قال لك؟
فقال: قال الدراهم عندك.
فقال العبودي: العيدي يا أخي ما عنده دراهم، قال لك: الدراهم بدكان العبودي، وهو صادق الدراهم بدكاني لكن ما هيب له، هذي دراهمي، وليس عنده دراهم.
ففكر ابن عثيم وقال: اللهم اجعل اللي أكل أو أخذ من التمر صدقة عليه.