للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أخبار العيدي أيضًا ما ذكره الأستاذ ناصر بن سليمان العمري، قال:

قال الأستاذ ناصر العمري:

محمد العيدي صاحب مزرعة تقع شرقي شمالي مدينة بريدة وهو رجل ظريف يقول الشعر بلهجة دارجة ويروي القصص والأخبار، ويستعمل الحيلة والنكتة للتخلص من بعض المضايقات، وقد عاش حتى العقد الخامس من القرن الرابع عشر، وهو معمر قد تجاوز المائة عام، ذهب إلى قبيلة شمر يريد إبلًا لمزرعته ونزل ضيفًا على ضاري بن طوالة وصبت القهوة في جلسة من جلسات أفراد القبيلة لدى ضاري بن طوالة وشرب محمد العيدي من القهوة لكنها لم ترو غليله فهو صاحب قهوة وهؤلاء لا يكثرون القهوة في الفنجال، عادة لهم وليس بخلًا.

ولما انفض المجلس عمد محمد العيدي إلى قهوة معه وصنع قهوة في دلال ضاري بن طوالة فشعر به ضاري يوقد النار ويصنع القهوة فعمد ضاري إلى سيفه وجرده وجاء إلى الحضري محمد العيدي وقال له مهددًا وموبخًا: قهوتي ما أروتك؟

ونادي خادمه وقال له خذ هذا المقدار من القهوة وأصنع قهوة للحضري فإن شربه كله وإلا قتلته، وصنع الخادم القهوة وأخذ يصب لمحمد العيدي وعجز عن شرب ما أحضر له من القهوة وتلفت يمينًا وشمالًا فأبصر والدة ضاري بن طوالة على بعد ترقب ما يحدث فهرب من مكانه ورمى نفسه بين يديها وقال أجيريني من ولدك فضحكت وقالت أجرت الضيف الحضري، وهنا جاء إليه ضاري وقال سلمت بجوار أمي.

فركب محمد العيدي بعيره وهرب عليه راضيا من الغنيمة بإياب (١).


(١) ملامح عربية، ص ١٢٦.