المسافة في أقل من ثلاثة أيام وهي بدت لأهل حائل أنها ليومين فقط لأن تاريخ الكتاب مؤرخ بيوم الخميس وقد سلمه لهم في أول الليل يوم السبت وكان محمد بن عبد الله بن رشيد في مجلسه وعنده حمود العبيد بن رشيد.
فقال: والكتاب لابن رشيد: ها الكتاب يا طويل العمر مؤرخ بالخميس يعني له عشرة أيام وذلك أمر معتاد ولكن مذكور فيه شيء ما له إلا خمسة أيام، فلما سأل ابن رشيد عبد الرحمن الشرود عن ذلك، قال: إنه ترك بريدة صبح الخميس، قالوا: فتعجب الناس من ذلك ولم يصدقوه حتى ساق البراهين عليه مما رآه في طريقه مما يعرفونه.
كل هذا وهو يركض على قدميه وليست معه راحلة ولا فرس فقال حمود العبيد: يا طويل العمر، قصوا من سبوق طيركم لا يطير ويخليكم يشبهه بالطير وهو الصقر لسرعته ويزعم أنه تجاوز سرعة الطير، ولذلك يخشي أن يطير.
قالوا: فأصابته العين، فلم يفلح بعد ذلك في الجري السريع أبدًا.
ولعبد الرحمن الشرود ثلاثة أبناء هم حنيظل وهو الآن عمدة مدينة تبوك، والثاني راشد صاحب سيارة نقليات، والثالث تاجر عقارات ١٤٢٣ هـ.
ربما كان سمي ابنه حنيظل محبة منه في قرية حنيظل في الأسياح التي منها أسرته وأقامت فيها فترة من الزمن.
كان الشماسي والد عبد الله الشماسي صاحب حويلان له دكان في وسعة بريدة القديمة تحت منارة الجامع، وكان لا يستطيع المشي وإنما يأتي أحد أولاده أو أقاربه له بالحمار فيركبه إلى بيته.
ومرة تأخر ابنه عليه أو كان حمارهم مشغولا، فلم يحضر إليه، وإذا بالشرود يمر عليه فقال له: يا فلان جزاك الله خيرًا ما تشيلن إلى بيتي؟