للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأرض وعادتها أن تهرب من صوت البندق حتى تبتعد إذا كانت سليمة، ولكنها لا تزال قوية، وأنا خايف منها فتأخرت قليلًا عن الجهة التي هي فيه، وجهزت بندقي وأقبلت عليها فرأيت أنها لم تمت، ولكنها مصابة فأسرعت بعد أن أقتربت أطلق عليها النار فوقعت متمددة على الأرض كأنها ميتة.

قال: ومع ذلك لم أتق بها فأخذت عباءة معي كنت أعددتها لمثل هذه الحالة ولفيتها على بطني حذرا من أن تمس بطني فتمزقه، قال: ووضعت شماغي على يدي اليمنى.

وأردت أن أخذها وقد بدا لي أنها قد ماتت بالفعل لأنها لم تتحرك عندما أقبلت عليها قال: ومعي السكين، أريد أن أذكيها بقطع رأسها، قال: وبينما أنا واقف أسرعت تلتقم طرف رجلي فصار وسط إبهام رجلي وما حوله في فمها، وأسرعت اطعنها بالسكين على قلبها ووثقت بأنها ماتت ولكنني من شدة ما بي وقعت كالمغشي عليه من شدة الألم ومن الدم الذي صار يخرج من قدمي.

قال: فأردت أن أفتح فمها لكي أخلص قدمي منه فلم أستطع فهي قد أطبقت عليه واشتبكت أسنانها فيه، وصرت كالمربوط بها، فلا أستطيع أن أتحرك لأنها ثقيلة وقد ماتت بالفعل، قال: وبينما أنا على هذه الحال وإذا برجل يأتي من بعيد وهو طويل الجسم وقوي أيضًا ففرحت به ولوحت له بشماغي، وأنا على الأرض فصحت به لما وصل وقلت له: من إحسانك عاوني على تخليص قدمي من فك الضبع.

قال: فلما رآني ورأى قدمي في فم الضبع هرب خائفًا ولم يكلمني كأنما ظن أن الضبع حي.

قال: وبعد فترة وأنا على غاية من التعب والألم رأيت على البعد رجلًا معه فاروع جاء يقطع به شجر الغضا، وهو قصير خلاف الأول وما أملت أنه يستطيع