أن يخلصني من الضبع، ومع ذلك أشرت إليه، فلما جاء أخبرته، فقال بحزم: أبشر بسعدك، ثم أدخل نصاب القاروع في آخر فم الضبع واتكأ عليه حتى ارتخى فمها وأخرجت رجلي، فلما نظرت إلى أصبعي الإبهام وقد تكسر وصار كأنه تمرة أغشي عليّ، فأسرع يحضر ماء من قربة معه صغيرة ورش علي ثم أوقد نارًا ووضع عليها خرقة وضع من رمادها الحار على إصبعي وحزمه وعاونني على أن أذهب إلى أهلي في الغماس أو قال اللسيب فحملوا الضبع.
قال: وقد سقط أصبعي وقد رأيته أنا المؤلف محمد العبودي قد سقط إبهام رجله ليس فيه إلَّا مكانه.
ومن العصيل الشاعر فرج العصيل ولا أدري أهو من هذه الأسرة، أم من أسرة غيرها، ولكنه ذكر في شعره أماكن في بريدة مثل (القويطير) على لفظ تصغير القاطور، وهو ما يتحلب من الجال الذي يقع إلى الشرق من الوطاة من جهة الشرق الشمالي من بريدة وقد أقيم عليه في السنوات الأخيرة مصنع أسمنت القصيم.
والقويطير ماء في عرض الجال الذي يشبه جانب الجبل ولذلك بحتاج من يريد أن يروي منه سواء بقربة أو غيرها أن يصعد مع الجبل ثم ينزل منه، وقد ذكرته في "معجم بلاد القصيم" حرف القاف.
قال فرج العصيل في القويطير المذكور، أنشدني إياها محمد بن علي الدخيل يخاطب شخصا اسمه مرزوق:
مرزوق وآشين درب بالقويطير ... ما يصعده الطير ملموم الجناحين
وَلِّ يا مْزَيِّنه لا وفِّق الخير ... وراه ما سهله ليما يجي زين
حتى مع ذلك دروبه عواسير ... واللي نقل قربته يطقع ثلاثين