وقد أسلفت القول في ذلك مفصلًا عند الكلام على (عبد الله بن حجيلان) في نطاق الكلام على أمراء آل أبي عليان من الجزء الأول.
وهناك عرفجية أخرى أخذت بثأر أبيها من قاتليه فقتلت منهم رجلًا أو أكثر وأصابت بعضهم بجروح في بستان لهم في الصباخ، وقد حصلت مداخلة بينها وبين العرفجية والدة الأمير عبد الله بن الأمير حجيلان بن حمد التي قتلت قاتلي ابنها الأمير عبد الله كما تقدم.
فالأولى في الزمن قتلتهم بالبارود الذي ثار بهم وهم في قصر الإمارة بعد أن استولوا على الحكم بقتلهم الأمير عبد الله.
والثانية: قتلتهم بالسيف وهي التي نوه الشعراء بفعلها، وربما كانوا نوهوا بالاثنين ولكن دون تصريح باسم إحداهما.
وهذه متأخرة عن العرفجية الأولى، ولم أجد من يعرف أباها الذي ثأرت له من قاتليه ولكنهم من (آل أبو عليان) قيل: إنها دخلت بالسيف مصلتًا أي مسلولًا وهم جلوس في حظار في أحد النخيل في الصباخ فقتلت واحدًا هو الذي قتل أباها، وأصابت عددًا غيره بجروح ولم يكن معها إلَّا مولاة لها.
وذلك أنهم لم يكونوا مسلحين، وليس بقربهم سلاح يقاومون به سيفها.
وقيل لي: إن أباها القتيل هو محمد بن علي العرفج الذي قتله صالح بن فهد المرشد في دم بينهم.
قال الشاعر عبد الله بن علي بن صقيه من أهل الصفرة:
إنْ تعرّض لك خسيس من خساس ... كن رزين لا تزعزعك الحكاك
المَعرَّب يقتدي بأهل العقول ... ما يصول إلَّا نهار الاشتباك
يهتني بالنوم من خصمه ذليل ... عافيه يا سيف - خلك في خباك
فإن بدا اللازم فلا تأوي لخصيم ... حانيك - يا سيف - وشوا له حناك