للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وإذا بدأ أحد بحفر أساس بيته راقبناه فإن ضيق الشارع أو خرج عن مسامتة، جيرانه في الشوارع القائمة منعناه، فإن أمتثل وإلا رفعنا الأمر للشيخ عمر، ومن ثم يمنعه أمير بريدة بالقوة.

وسمعت الستاد علي بن محمد الحامد وهو استاد أي معلم بناء مشهور في شمالي بريدة قال قال لي الشيخ عمر بن سليم: أنت استاد في الشمال فيجب ألا يقل الشارع بين البيوت التي تبنيها عن ثمانية أذرع بمعنى أربعة أمتار ونصف.

ومن نظر الشيخ عمر بن سليم في مصالح البلد أن جماعة من سكان حارة جديدة في شمال بريدة بني أحد الدباغين فيها بيتًا فرآه جيرانه يعد في حوشه مكانًا للمدبغة فشكوه إلى الشيخ عمر بن سليم طالبين منعه من إحداث مدبغة في بيته لأنها تؤذي الجيران برائحتها، فمنعه الشيخ من ذلك.

فقال له الدباغ: يا شيخ، أحسن الله عملك، أنا وأهلي كنا ندبغ في الحارة الفلانية التي تقع في الشمال الغربي من بريدة ولا أحد اعترض علينا ومنعنا.

فقال له الشيخ: تلك حارة قديمة أنتم موجودون فيها تمارسون مهنة الدباغة قبل مجيء جيرانكم إليكم، أما الحارة الجديدة، فإنه لا يجوز إحداث مدابغ فيها لأذيتها بالرائحة وماينتج عن بقايا الدباغ من تلويث وأوساخ.

أقول أنا مؤلف الكتاب: إنه كان دباغ له بيت يقع إلى الشرق من مسجدنا الذي نصلي فيه وهو مسجد عبد الرحمن بن شريدة الواقع في شمالي بريدة القديمة.

فكان جماعة المسجد يتأذون من رائحة الدباغ، وبخاصة إذا فتح المدبغة بعد إغلاقها لفترة فذهب جماعة منهم إلى الشيخ عمر بن سليم يطلبون منه أن يمنع ذلك الدَّباغ من الدباغة في بيته الملاصق للمسجد، لأنه يؤذي المصلين، فسألهم الشيخ عما إذا كان الرجل قد أنشأ بيته وصار يدبغ فيه قبل إنشاء المسجد أم إن ذلك كان بعد إنشاء المسجد واكتمال بنائه؟